صورة ارشيفية
تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام للجلسة الثانية على التوالي ضمن عمليات تصحيحية عقب ارتفاعها بشكل موسع في مطلع تداولات هذا الأسبوع مع تسعير الأسواق لتابعيات استفاء استقلال إقليم كردستان عن العراق ووسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته منذ 22 من أغسطس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وفي أعقاب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاربعاء عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة الطاقة الأمريكية عجزاً في المخزونات.
انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 نوفمبر القادم 0.21% لتتداول عند مستويات 51.77$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 51.88$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 نوفمبر المقبل 0.89% لتتداول عند 57.92$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 58.44$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.59% ليتداول عن مستويات 93.51 مقارنة بالافتتاحية عند 92.97.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور قراءة مؤشر مبيعات البضائع المعمرة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي للولايات المتحدة والتي أظهرت ارتفاعاً بصورة فاقت التوقعات خلال أغسطس الماضي، وجاء ذلك قبل أن نشهد اتساع تراجع مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي بخلاف التوقعات.
ويأتي ذلك عقب ساعات من أعرب محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين أنه من غير المنطقي أن نبقي على الفائدة عند مستوياتها الحالية لحين وصول الضغوط التضخمية إلى مستهدف الاحتياطي الفيدرالي عند اثنان بالمائة، الأمر الذي عزز من فرص تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالي مرة ثالثة هذا العام لنحو 70%.
وفي نفس السياق، تابعنا أيضا الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط والذي أوضح عجز بنحو 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة مقابل فائض نحو 4.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند فائض بنحو 2.6 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى نحو 471.0 مليون برميل، بينما تظل المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
وأوضح التقرير ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 1.1 مليون رميل، لتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت بنحو 0.8 مليون برميل لتظل المخزونات بذلك ضمن النطاق السلفي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.
بخلاف ذلك، فقد صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في وقت سابق اليوم أن بلاده التي تعد أكبر منتج للنفط الخام عالمياً تعمل على دراسة المشاركة في التمديد المحتمل لاتفاق خفض إنتاج النفط الخام العالمي والذي تم إبرامه ما بين منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك والمنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا والذي يقتضي بخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية مارس المقبل.
كما أفاد نوفاك أنه إذا كان تمديد الاتفاق مجدياً فأن بلاده سوف تقدم على تلك الخطوة موضحاً أن سوق النفط قد لا يستعيد توازنه بحلول أبريل المقبل مشيراً بذلك لأن فرص تمديد الاتفاق قائمة، مع ذلك فقد أعرب نوفاك أنه من السابق لآونة الحديث عن أي اتفاق جديد، كما نوه إلى أنه من الأفضل انهاء الاتفاق عندما يزيد الطلب على الخام وسط تأكيده مرة أخرى على استعداد بلاده لتمديد الاتفاق لحين عودة التوازن إلى السوق من جديد.
هذا وتشهد العقود الآجلة لأسعار النفط الخام عمليات تصحيحية عقب ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت خلال تداولات يوم الاثنين الماضي لأعلى مستوياتها في منذ تموز/يوليو من عام 2015 وارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" لأعلى مستوياتها في خمسة أشهر عقب تصاعد القلق حيال استفتاء كردستان ووسط المخاوف من حدوث صراع مسلح في الإقليم قد ينعكس سلباً على إمدادات الخام من منطقة الخليج العربي.
ويذكر أن الحكومة الاتحادية العرقية والدول إقليمية كل من تركيا، إيران وسوريا تلك البلدان الذي يمثل الأكراد جزء من نسيجهم الوطني يعارضون بشدة عملية الاستفتاء التي من المرتقب أن تسفر نتائجها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري عن الموافقة الكاسحة على استقلال الإقليم من العراق، خاصة وأن الأكراد الذي يشكلون نسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20 من إجمالي سكان العراق ويطمحون على مدى أجيال أنشاء دولة خاصة بهم.
الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح في مطلع الأسبوع الجاري أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة عند الحود التركية العراقية وأن بلاده يمكنها أن تقطع خط أنابيب النفط الذي ينقل الخام من شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي، مع العلم أن إقليم كردستان العراق ينتج ما يقرب من مليون برميل يومياً وتصل حصة التصدير التي تمر عبر خط الأنابيب حتى ميناء جيهان إلى نحو 700 ألف برميل يومياً.