بركة غليون
دفع مشروع بركة غليون، رجال الأعمال للتفكير فى الاستثمار بمشروعات الاستزراع السمكى بمصر، وذلك بعد الافتتاح الضخم للمشروع الذى حضره الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى، وظهر خلاله التخطيط الجيد والتكامل بين كافة عناصر المشروع، والعائد منه سواء للمستثمر أو الدولة، وبالفعل عقدت جمعية رجال الأعمال اجتماعاً مع ممثلين عن هيئة الثروة السمكية للتعرف على فرص الاستثمار بالبحيرات.
ويضم مشروع المدينة السمكية الصناعية بغليون بمحافظة كفر الشيخ، مزرعة سمكية متكاملة على مساحة 4 آلاف فدان تضم 1359 حوض للأسماك والجمبرى، ومنطقة المفرخات وإنتاج الزريعة ومنطقة بحثية، ومنطقة صناعية على مساحة 55 فدان تضم مصنع لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة إنتاجية 100 طن يومياً، مصنع لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية 180 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية 60 طنا يومياً، ومصنع لعبوات الفوم بطاقة إنتاجية 1200 عبوة يومياً.
واستعرضت ممثلوا إدارة البحيرات بالهيئة العامة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة، المشاكل والتحديات التى تواجه البحيرات الشمالية بمصر، وجاءت أبرزها التداخل الإدارى بين جهات الدولة وغياب التنسيق بينها فى مواجهة المشاكل أو تنمية تلك البحيرات، مطالبين بإنشاء حزام آمان حول البحيرات لعدم التعدى عليها، مشيرين إلى أن حجم التلوث ببحيرة المنزلة، والتى تحدث عن تكلفة تطهيرها الرئيس السيسى وبلغت 50 مليار جنيه، بلغ 12 مليار متر مكعب من الصرف الزراعى والصناعى.
وطرحوا عدداً من الحلول المقترحة لتنمية البحيرات والمساهمة فى توفير التنوع البيولوجى للبحيرات، وتنمية مشروعات إنشاء الأقفاص وتحسين الأعلاف المستخدم لتغذية الأسماك لعدم تلويث المياه.
ومن جانبه أثنى الدكتور على القريعى رئيس لجنة البيئة بجمعية رجال الأعمال المصريين، على مشروع بركة غليون، مؤكدا أن المشروع يساهم بشكل كبير فى توفير احتياجات مصر من الأسماك، وتصدير الفائض للخارج، كما يساهم المشروع فى فتح فرص الاستثمار بمشروعات الاستزراع السمكى بمصر، ولذا تحاول الجمعية بالتعاون مع وزارة الزراعة التعرف على الوضع الحالى للبحيرات، التى يمكن الاستثمار بها فى هذه المشروعات، وذلك لطرح تلك الفرص أمام مجتمع الأعمال.
وأضاف القريعى، أن الجمعية سوف تنظم زيارة ميدانية للإطلاع على الوضع الحالى للبحيرات بالتعاون مع وزارة الزراعة، حتى يتم الإطلاع على كافة الأمور بالنسبة لرجال الأعمال، متوقعا أن يتم تنظيم الزيارة مطلع العام المقبل.
فيما أكد سمير غراب عضو جمعية رجال الأعمال، على أهمية إصدار خريطة للفرص الاستثمارية بمشروعات الاستزراع السمكى بمصر أسوة بالخريطة التى أعدتها وزارة الصناعة للفرص الصناعية بالبلاد، وذلك للتسهيل أمام رجال الأعمال سواء المحليين أو الأجانب للاستثمار بتلك المشروعات، وضخ المليارات بها مما يساعد فى تنمية القطاع، وتوفير آلاف فرص العمل.
واقترح غراب، لحل مشكلتى التعديات والتلوث التى يواجهان المستثمرين، بتدخل الدولة لتطهير المساحات الأكثر قابلية للإعداد السريع للاستثمار ببحيرة واحدة، على أن تتوسع تدريجيا لتطهير باقى البحيرة وتعميم تلك التجربة فى البحيرات الأخرى، مشيرا إلى أن فرص الاستثمار بالبحيرات هائلة سواء فى الاستزراع السمكى أو إعادة معالجة المياه لرى الأراضى الزراعية المجاورة فى ظل الفقر المائى الحالى.
فيما قالت أمانى أحمد مدير إدارة البحيرات بالهيئة العامة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة، إن أبرز التحديات التى تواجه تنمية البحيرات هى أولا التعديات سواء بالردم أو التجفيف أو الصيد الجائر، وثانيا التلوث من مياه الصرف الصناعى أو الزراعى أو الصحى، مضيفة أن الهيئة بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية والبيئة تشن حملات لإزالة تلك التعديات إلا أنها تعاود مرة أخرى، ولذا ليس هناك حصر لنسبة حالات التعدى.
وأضافت أمانى أحمد، أن مواجهة تلك التحديات تتطلب تضافر كافة جهود الدولة سواء وزارات الرى والبيئة والصحة والسكان لوضع منظومة للصرف الصحى لمعالجة المياه الملوثة، ومنع تكرار تلويث مياه البحيرات، وفى الوقت نفسه تشديد الرقابة لوقف أى تعديات على البحيرات.
أما عن أبرز الفرص الاستثمارية بالبحيرات، فأكدت أمانى أحمد، أن هناك فرصا هائلة للاستزراع السمكى بالبحيرات، ومشروع بركة غليون خير دليل على هذه الفرص والاستفادة التى يمكن تحقيقها من ورائه سواء للمستثمر أو الاقتصاد القومى، كما أن هناك فرص أخرى بالقطاع الصناعى من خلال إنشاء مصانع ضخمة لاستخراج الأملاح.
وأيدت أمانى ما طرحه أعضاء جميعة رجال الأعمال المصريين، من ضرورة وضع خريطة استثمار للفرص بالبحيرات، وذلك بداية حل لاستغلال تلك الفرص، مشيرة إلى تزايد عدد الطلبات التى تلقتها الوزارة عقب افتتاح مشروع بركة غليون، سواء للاستزراع السمكى أو المشروعات المكملة والمرتبطة به، رافضة الإفصاح عن عددها أو أبرز المتقدمين إلا عقب التوقيع وبدء التنفيذ.
