ثارت الشعوب العربية من أجل الديمقراطية وإرساء الحريات، في موسم أسماه الكثيرون بـ "الربيع العربي"، والآن تثور الشعوب الغربية في الخريف سخطًا على النظام الرأسمالي، بسبب الأزمة المالية المستعصية.
فهناك بنوك تصرف "مكافآت" لكبار العاملين والتنفيذيين فيها بملايين الجنيهات الاسترلينية، بينما تقوم بتسريح بعض العاملين من صغار الموظفين وغيرهم، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه نتيجة فقدان العدالة الاجتماعية والموازنة بين المرتبات.
تشهد دول أوروبا انتفاضات عدة "السبت"، احتجاجًا على ضيق الأوضاع الاقتصادية وسياسات التقشف التي تعتزم الدول الأوروبية انتهاجها، تلك السياسات التي تتضمن تسريحًا للعمالة وخفضًا للأجور والنفقات الحكومية، فضلًا عن تخفيض الميزانيات المخصصة للتعليم درءًا للوقوع في شرك الافلاس.
ووصلت الأمور في أوروبا إلى طرق مسدودة، ففي اليونان -على سبيل المثال- تتواصل الاحتجاجات بصورة لا تنقطع، وفي بريطانيا زادت معدلات البطالة وتقوم بعض الشركات الكبرى بتسريح الآلاف من العالمين، ما يشكل قوة ضغط شديدة على الحكومات لأنها قد قامت بخفض الانفاق من الموازنة، واتباع إجراءات تقشف صارمة.
وكان حاكم مصرف انجلترا، سبق وقال إن أوروبا على حافة ما شهدته في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، وأطلق عليه "الكساد الكبير"، ما عكس حالة من التشاؤم سادت على أوساط كبار المسئولين وشعر بها المواطنون.
وفي لندن، تشهد العاصمة البريطانية مظاهرةً ضخمة ضمن موجة هذه الاحتجاجات التي تعكس الغضب والسخط على الشركات التي تتسم بالجشع، ويتوقع أن تستمر المظاهرات، ويقوم الطلاب بمظاهرة حاشدة نتيجة للظروف التي رفعت فيها الحكومة معدلات الضرائب والرسوم الجامعية، والذي سيولد تصعيدًا خلال الفترة المقبلة.
وطبقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، سينزل "الغاضبون" الى الشارع في العديد من المدن منها "لشبونة"، وينتظر تجمع مئات الاف المتظاهرين في "بروكسل" حيث ستصل مسيرة عبرت اسبانيا وفرنسا، وفي"زيوريخ" و"جنيف" و"بازل" حيث سيستهدف المتظاهرون سلطة المصارف، وفي ساحة البورصة في "امستردام" كما في "فيينا" و"وارسو" و"براغ".