حظيت عملات المخاطر بنوع من الدعم خلال تعاملات أمس الأربعاء بالسوق، حيث ارتفع الجنيه الاسترلينى أمام الدولار الامريكى، الذى سرعان ما تلاشى عقب نتائج اجتماع بنك انجلترا لشهر اكتوبر، وذلك بعدما أظهرت دعوة صانعى السياسات اتخاذ المزيد من تدابير التسهيلات.
كانت شهية المخاطرة قد تدعمت وسط آمال بأن تحرز قمة الاتحاد الأوروبى تقدمًا على صعيد أزمة الدين بمنطقة اليورو، عقب تصريحات المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، بأن القمة سوف تتخذ تدابير مهمة لحل أزمة الدين بالمنطقة، وهو ما جعل السوق تسجل حالة من النشاط المعلق منذ بداية الاسبوع قبيل القمة الأوروبية.
يشار إلى ان صانعى السياسات ببنك انجلترا صوتوا بالإجماع فى وقت سابق على استئناف عمليات التسهيلات النقدية، ضاخين 75 مليار استرلينى إلى اقتصاد المملكة المتحدة المتمارض، الذى تأثر بتخفيضات الانفاق الحكومى وبطء النمو الاقتصادى العالمى، بالاضافة إلى تفاقم الأزمة المالية بمنطقة اليورو.
وعلى صعيد المفكرة، احتل تقرير البيج بوك الذى يصدره الاحتياطى الفيدرالى المرتبة الاولى من حيث الأهمية، نظرا لما يعكسه من تطور الأوضاع الاقتصادية الحالية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشار إلى استمرار النشاط الاقتصادى بوجه عام خلال شهر سبتمبر بالمقاطعات الأمريكية، على الرغم من وصف العديد من المقاطعات مسار النمو الاقتصادى "بالمتواضع" أو "الضعيف".
كما أفاد التقرير عن ارتفاع معدل إنفاق المستهلكين على نحو طفيف فى أغلب القطاعات، لتأتى فى الصدارة مبيعات السيارات و قطاع السياحة، كما ارتفع معدّل الإنفاق على الأعمال إلى حد ما، كما أشار العديد من المقاطعات إلى استقرار خطط الإيجار، و إنفاق رأس المال.
وعلى صعيد قطاع الاسكان، ذكر أن عددا قليلا من المقاطعات قد أشار فى تقريره إلى حدوث أعمال تطوير فى قطاع الإنشاء والنشاط العقارى على نحو طفيف، إلا أنه لا تزال الأوضاع العامة لكل من القطاع الإسكانى وقطاع العقارات التجارى ضعيفة، فى حين استقر مؤشر مخزونات النفط الخام الأمريكى عند قراءة قدرها -4.7 مليون مقارنة بالقراءة السابقة 1.3 مليون.
وفى نفس سياق الاخبار الأمريكية، تراجع مؤشر تصاريح البناء الأمريكى مسجلاً قراءة مقدارها 0.59 مليون، مقارنة بالقراءة المتوقعة 0.61 مليون، مقابل قراءة سابقة مراجعة عند 0.63 مليون، فى حين ارتفع مؤشر بدايات الإسكان الأمريكى مسجلاً قراءة 0.66 مليون مقارنة بالقراءة المتوقعة 0.59 مليون.
كما استقر مؤشر أسعار المستهلكين الشهرى الأمريكى، الذى يعد اهم المؤشرات لقياس التضخم، حيث جاءت نسبة القراءة الحقيقية 0.3% وفقا للتوقعات، وفيما يتعلق بقيمه الاساسية سجل مؤشر أسعار المستهلكين انخفاضا بنسبة 0.1% مقارنة بالقراءة المتوقعة 0.2%.
وعلى الصعيد الأوروبى، تقلص العجز فى الحساب الجارى بمنطقة اليورو على غير المتوقع فى شهر أغسطس، حيث سجل عجزًا على أساس معدل فصلى بمقدار 5.0 مليار يورو، مقارنة بقراءة شهر يوليو بمقدار 6.8 مليار دولار، القراءة التى تمت مراجعتها لتصبح 12.9 مليار يورو.
وشهد مؤشر الحساب الجارى الأوروبى ارتفاعًا مسجلاً قراءة -5.0 مليار، مقارنة بالقراءة التى كانت متوقعة عند -7.3 مليار، بينما سجل فى قراءة سابقة مقدارها -6.8 مليار.
وفى الشأن الكندى هبط مؤشر الرائد الكندى على غير المتوقع فى الشهر الأخير، نسبة معدلة على أساس فصلى بواقع -0.1 %، مقارنة بالنسبة 0.0% فى الشهر السابق، بينما جاءت التوقعات بانه سوف يرتفع بنسبة 0.2% فى الشهر الأخير.
أما فنيا، فصعدت العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار الامريكى على نحو ملحوظ صوب أعلى مستوياتها فى جلسة تعاملات أمس مكونة قمة هابطة عند مستوى المقاومة 1.3869، لتهبط منه مخترقة دعما عند 1.3790.
وتشير التوقعات إلى مواصلة الهبوط صوب مستوى الدعم 1.3650، الذى مع اختراقه يعنى مزيدا من الهبوط صوب مستوى 1.3530 كمستهدف سعرى نهائى للنموذج الفنى المتكون سابقا، وهو الوتد الصاعد بشرط اختراق مستوى الدعم الرئيسى عند 1.3600.
وصعد الاسترلينى امام الدولار الامريكى مختبرا مستوى المقاومة 1.5840 ليتماسك هذا المستوى للمرة الثانية، دافعا الزوج للارتداد نحو الاسفل ليكون نموذجا فينا عاكسا للاتجاه، وهو " القمتان المتتاليتان"، لذا تشير التوقعات إلى كسر الزوج خط الاساس للنموذج عند مستوى الدعم 1.5678، مما يعنى مزيدا من التراجع صوب 1.5592 كمستهدف سعرى اولى ومنه إلى 1.5510 بشرط ثبات مستوى المقاومة 1.5840.
وقام الدولار الامريكى فى اثناء تداولاته، مقابل نظيره الكندى باختبار الحد العلوى للنموذج الفنى "الوتد الهابط"، الذى قام باختراقه فى التداولات السابقة، حيث كون الزوج قاعا صاعدة حول مستوى 1.0080 دون المتوقع ان يستهدف الزوج مستوى المقاومة 1.0313، ومنه إلى 1.0376 وفقا لنموذج توافقى صاعد.
فى حين هبط الدولار الاسترالى مقابل الأمريكى لمستوى 1.0140، ومن المتوقع أن يواصل التراجع وصولا إلى 0.9995، وهو المستهدف السعرى للخروج من القناة السعرية الصاعدة المكونة فى وقت سابق، بشرط الحفاظ على مستوى المقاومة 1.0240.