تعمل صناعة الأتمتة في منطقة الخليج على تحقيق نمو مضاعف خلال السنوات الخمس المقبلة و وفقاً لدراسات حديثة فإن تعافي أسعار النفط وخطط التنويع الإقتصادي الحكومية تعزز الطلب على تقنيات الأتمتة الصناعية والبناء.
كما أورد التقرير الصادر في شهر يوليو 2018 عن شركة الإستشارات تيك ساي (TechSci) للأبحاث أن قيمة سوق دول مجلس التعاون الخليجي للأتمتة الصناعية والبناء سترتفع لتصل إلى 10.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023 من 5.6 مليار دولار في عام 2017 بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 10.7 بالمائة.
كذلك الفعاليات العالمية مثل إكسبو دبي 2020 والمشاريع الضخمة مثل مدينة نيوم في المملكة العربية السعودية هي أيضاً قوىً دافعة وراء نظم وعمليات التحكم المتقدمة في تطوير البنية التحتية في حين أن التركيز على قطاع الصناعات التحويلية بقيادة الصناعة 4.0 يعني أن الشركات تبحث عن تقنيات لرفع الإنتاج بجودة أعلى.
وأشار التقرير إلى أن نمو سوق الأتمتة الصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي يأتي مدعوماً من حقيقة أن غالبية سكانها من الشباب المتعلمين الذين هم أكثر وعياً بالأتمتة وتطبيقاتها في مختلف القطاعات بما في ذلك التصنيع والخدمات.
أما التحديات التي تعرقل التنمية فتتضمن الحاجة لإستثمارات أولية كبيرة في التقنيات الحديثة، كذلك يتعين أيضاً معالجة نقص المعايير المشتركة بين الأجهزة المتصلة وبروتوكولات الإتصالات.
هذه التحديات وكذلك الحلول المحتملة هي من بين العديد من المواضيع والقضايا التي سيتم طرحها للمناقشة في مؤتمر ومعرض SPS للأتمتة الشرق الأوسط والذي سيعقد في الفترة من 18 إلى 19 سبتمبر 2018 في أرينا دبي فيستفال.
وقد أتى نشر تقرير تيك ساي قبل إنعقاد المؤتمر الذي يستمر يومين ويعد الحدث الوحيد المتخصص في صناعة الأتمتة في المنطقة. أما على صعيد المشاركة الدولية فستشارك أكبر الأسماء في مجال الأتمتة في الدورة الإفتتاحية للمعرض والمؤتمر بما في ذلك شركاء الإطلاق الرسميين من ألمانيا: بيكهوف للأتمتة (BECKHOFF Automation) و بوش ريكسروث (Bosch Rexroth) و سيك (SICK) و بيلز (Pilz ) و لاب (LAPP).
كما أن شركة ميتسوبيشي للصناعات الكهربائية (Mitsubishi Electric) والتي مقرها في اليابان هي أيضاً شريك إطلاق في المعرض في حين أن الشركة الأمريكية العملاقة روكويل أوتوميشن (Rockwell Automation) ستكون الراعي الرسمي للمعرض.
وسينضم إلى هذه النخبة مجموعة من 25 عارضاً متخصصاً. ومن الأمثلة على العروض الحيوية التي تجعل من المؤتمر حدثاً مهماً دراسات الحالة الحائزة على الجوائز حول أتمتة العمليات الآلية وتصفح الإنترنت الصناعي للأشياء (IIoT) في مجال تغليف المواد الغذائية.
ومع التوجهات الرقمية التي تقود إتجاهات الأعمال في الشرق الأوسط، تتبنى المؤسسات بشكل متزايد حلول الأتمتة في عملياتها. حيث قال مارتن بالمر (المدير العام لشركة سيك الشرق الأوسط ) إن دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص كانت من أوائل الدول التي طبّقت تقنيات الأتمتة المتعلقة بالمنطقة.
وأضاف بالمر: "لقد رسخّت الإمارات موقعها بقوة على خريطة الأتمتة الصناعية الإقليمية من المشاريع اللوجستية الكبيرة للطرق والموانئ والمطارات إلى إنشاء مراكز توزيع إقليمية لشركات السلع الاستهلاكية متعددة الجنسيات."
"نرى على نحو متزايد في الشرق الأوسط أن الأتمتة أصبحت أكثر أهمية خاصة مع سعي المصنّعين إلى زيادة الإنتاجية والسلامة في حين يطالب المستهلك بجودة أعلى وقيمة أفضل مقابل المال".
وقال بالمر إن مشاركة سيك في معرض SPS للأتمتة الشرق الأوسط تتماشى مع هدفها الأوسع لخلق مزيد من الوعي عن الأتمتة في سوق الشرق الأوسط التي لا تزال تتطور: "هناك إهتمام حقيقي في المنطقة بالأتمتة للوصول إلى نفس المستويات في أوروبا و آسيا و الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف قائلاً: "يتماشى ذلك مع مراقبة الجودة وهي دافع كبير للأتمتة لضمان رضا العملاء والأداء العالي."
سيك هي واحدة من الشركات الرائدة في العالم في صناعة أجهزة الاستشعار وأنظمة السلامة ومنتجات تحديد الهوية التلقائية لتطبيقات أتمتة المصانع واللوجستيات فضلًا عن حلول تدفق الغاز وحلول أتمتة العمليات.
وأضاف بالمر: "إن وجودنا في معرض SPS للأتمتة الشرق الأوسط لا يقتصر فقط على عرض المحركات وأجهزة التحكم بل على العمليات التي تقع تحت المظلة الأوسع للأتمتة."
"كما إنها فرصة للقاء مع إختصاصيي تكامل النظم الذين قد يكون لديهم الكثير من المتطلبات مع العديد من أوجه القصور من جانبهم للعمل الذي يمكننا إستكماله. وكذلك من وجهة نظر المستخدمين النهائيين الذين يبحثون عن حلول أكثر شمولية."
وفي الوقت نفسه قال رامي الأشقر (مدير تطوير الأعمال في شركة بوش ريكسروث) أن معرض SPS للأتمتة الشرق الأوسط سيكون حدثاً مهماً لقياس مدى إنخراط المستخدمين النهائيين فيما يتعلق بالأتمتة: "نريد أن نساهم ولكن أيضاً التعرف على السوق حيث لم يكن هناك فعالية تتمحور حول الأتمتة في المنطقة حتى الآن."
"نحن حريصون أيضاً على توسيع نطاق سوق تصنيع المعدات الأصلية في المنطقة وأرى الكثير من الإمكانات هنا خاصة مع كون التصنيع عنصراً أساسياً في رؤية الإمارات 2030. كما أن لدى المملكة العربية السعودية خطط طموحة للتصنيع وهذا ما ثمّنته المنظمات الألمانية مثل VDMA (إتحاد صناعة الهندسة الميكانيكية) حيث أعجبوا بمستوى التكنولوجيا في التصنيع في المملكة.
وأضاف الأشقر: "المستخدمون النهائيون سيقودون أعمال سوق تصنيع المعدات الأصلية وهناك حالات قد بدأت بالفعل مع بعض الشركات التي تقوم بدمج الأنظمة و وضع خطوط الإنتاج معاً. وكما هو الحال في صناعة السيارات التي بدأت ببطء في المنطقة فإن سوق تصنيع المعدات الأصلية سوف يبدأ كذلك."
يهدف معرض SPS للأتمتة الشرق الأوسط إلى جمع المتخصصين في صناعات الأتمتة وتقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الإصطناعي تحت سقف واحد وتوفير منصة متخصصة لأحدث الابتكارات والحلول التي تسير بالمنطقة نحو مستقبل أكثر ذكاء وعالي التقنية.
من جهته قال أحمد باولس (الرئيس التنفيذي لميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، الشركة المنظمة للمعرض): "تدرس الشركات في الشرق الأوسط مجموعة من خيارات الأتمتة والتحسين التي لا تزيد من إستخدام التقنيات والعمليات ذات الكفاءة في استخدام الطاقة فحسب، بل تقلل أيضاً من الإعتماد على العمالة المتزايدة التكاليف.
"إن إستخدام الروبوتات والذكاء الإصطناعي والأتمتة في العمليات الصناعية وعمليات البناء يعزز أيضاً الكفاءة وجودة الإنتاج ومعايير السلامة في مكان العمل. كما سيوفر معرض SPS للأتمتة الشرق الأوسط رؤىً حول أحدث التوجهات والتطورات في هذا الموضوع المهم لذوي العلاقة في الشرق الأوسط ".
سيضم مؤتمر SPS للأتمتة الشرق الأوسط مجموعة من المتحدثين المتميزين الذين سيقدمون رؤاهم حول كيفية تأثير السياسات واللوائح التي تحكم الأتمتة على مستقبل الصناعات. كما سيوفر نظرة مفصّلة عن كيفية قيام الشركات بتكييف التقنيات الجديدة لتعزيز كفاءة الإنتاج وإستكشاف مجالات الفرص في هذا القطاع.
وفي الوقت نفسه سيوفر المعرض شريحة مهمة من المنتجات الأساسية في أتمتة البنية التحتية للتصنيع والبناء بدءاً من أنظمة التشغيل والمكونات والبرامج وتقنية المعلومات والبنية التحتية الميكانيكية إلى تقنية الواجهات و وحدات تزويد الطاقة و أجهزة واجهات التفاعل بين الإنسان والآلة.