صورة ارشيفية

تكبدت الليرة التركية خسائر فادحة هذا العام، فقد خسرت حوالي 75% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي  منذ بداية العام الجاري، ويأتي هذا التراجع إلى عدة أسباب منها السياسي والاقتصادي، فعلى الجانب السياسي فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على تركيا، فقد تم فرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية بتركيا بعد احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون، في إطار حملة الاعتقالات التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة منذ عامين.

تزايدت حدة التوتر بين البلدين عندما رفضت الحكومة التركية مطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن شراء النفط الإيراني، ورد وزير خارجية تركيا قائلًا "إيران دولة جوار وعلاقتنا وطيدة ولن نقطع العلاقات التجارية معها بناء على طلب دولة أخرى وغير ملزمين بالانصياع للقرارات الأمريكية."

أما على الجانب الاقتصادي

فقد واصلت معدلات التضخم ارتفاعها بشكل قوي، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا بنسبة 15.4% خلال يونيو الماضي مقابل قراءة شهر مايو عند 12%، ومن المتوقع أن تواصل معدلات التضخم ارتفاعها بنحو 16% لتبعد عن هدف المركزي التركي فيما بين 3.00% و 7.00% وعندما اتجه المركزي التركي إلى رفع الفائدة التي بلغت 17.75% لاحتواء ارتفاعات معدلات التضخم، وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان بأنه سيتم خفض الفائدة لتشجيع الاستثمار وهو ما يتعارض مع استقلالية المركزي التركي وعليه تزايدت مخاوف المستثمرين حول المشهد الاقتصادي.

بالرغم من تثبيت البنك المركزي التركي معدلات الفائدة خلال اجتماعه الأخير، لكنه أعلن خفض نسبة الاحتياطي الالتزامي في محاولة لضخ المزيد من السيولة بالعملة الأجنبية للبنوك التركية في محاولة لاحتواء أزمة انخفاض الليرة التركية، كما ارتفعت العائدات على السندات التركية إلى 20% وسط عزوف المستثمرين عن شرائها.

من ناحية أخرى، أعرب البنك المركزي الأوروبي عن قلقه إزاء انكشاف بعض بنوك منطقة اليورو على تركيا، الأمر الذي أدى هبوط أسهم تلك البنوك بالتزامن مع تراجع قيمة الليرة التركية، وحسب بنك التسويات الدولية ضخت بنوك إسبانيا وفرنسا وإيطاليا قروض داخل تركيا، فقد ضخت البنوك الإسبانية 83.3 مليار دولار بينما ضخت فرنسا 38.4 مليار دولار وضخت البنوك الإيطالية 17 مليار دولار، وهناك حالة تخوف لدى المستثمرين من حصول تعثر في القروض الأجنبية بسبب هبوط قيمة الليرة وتأثيرها السلبي على أسهم البنوك.

هذا، وقد واصلت الليرة التركية تراجعها نظرًا للعوامل السابقة لأدنى مستوياتها لتستحق لقب العملة الأسوأ أداءًا هذا العام ليجري تداول الزوج الليرة تركية أمام الدولار حاليًا عند المستوى 6.36 مقابل أعلى مستوى له عند 6.649.