صلاح محسن
بالطبع نحن نتوق في مصر لتجربة تحويل كرة القدم للاحتراف الكامل، وبدور أكبر للقطاع الخاص والمال النظيف الذي يزيد من إمكانيات البنية التحتية ويجلب اللاعبين المحترفين ويرفع مستوى اللاعبين المحليين، كما يحدث في معظم دوريات أوروبا وعلى رأسها الدوري الإنجليزي الذي يتطور يومًا بعد يوم، لكن السؤال هنا: هل تجربة "بيراميدز" في الدوري المصري التي جاءت في يوم وليلة تؤدي هذا الغرض؟
في الحقيقة هناك أسئلة عديدة وعلامات تعجب تحيط بالتجربة التي يثبت داعمها الوحيد يومًا بعد يوم أنه ما جاء ليفيد الكرة المصرية بل جاء ليثبت للنادي الأهلي أنه قادر بأمواله على خطف البطولات كما خطف معظم النجوم.
ويظهر ذلك جليًا في تصريحاته الصدامية مع النجوم ورموز الرياضة وسعيه المستمر لخطف اللاعبين بأسعار خيالية لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع إمكانياتهم.
والجدير بالذكر أنه حتى قبل تجربة بيراميدز كان تركي آل شيخ وزير الرياضة السعودي هو من وضع بداية الحرب حول اللاعبين ورفع مستويات الأسعار لمبالغ غير مسبوقة حينما مول صفقة صلاح محسن صاحب الـ19 عامًا بقيمة 38 مليون جنيه للنادي الأهلي، وهو أغلى لاعب في التاريخ رغم أنه لم يثبت حتى الآن أنه قادر على إثبات نجومية تضاهي هذا المبلغ.
لذلك فإن التساؤلات التي يجب أن تطرح: هل آل شيخ وناديه الذي يدعمه صادقي النية في تطوير الكرة المصرية؟
وهل المبالغ الضخمة التي يتم صرفها على اللاعبين ستستمر إذا فشل النادي في تحقيق البطولات أم أن التجربة يمكن أن تنهار سريعًا كما بدأت سريعًا؟ متى ستتوقف الصدامات الطفولية بين آل شيخ والأندية المنافسة واللاعبين المختلفين؟
لماذا يغدق آل شيخ بدون حساب على اللاعبين والمسئولين وحتى الإعلام؟
هل الاحتراف الحقيقي يتطلب كل هذا الإنفاق غير المجدي والذي لا يتم وضعه تحت بند استثمار إطلاقا؟ .
أليس من الأجدى أن يستثمر آل شيخ هذه الأموال في تكوين فريق قوي وإدارة قوية دون السعي لخطف كل نجوم الأندية المنافسة وتجريدها من اللاعبين؟ أوليس من الأجدى للكرة والاقتصاد أن تصرف هذه الأموال على تأسيس ناد قوي بملعب قوي وبنية تحتية تنقل الكرة المصرية لمستويات أخرى وترفع طموح الأندية الأخرى في تطور مماثل؟
وماذا تفعل الأندية الأخرى الأقل حجمًا من بيراميدز والأهلي والزمالك في صفقاتها كيف تتمكن من شراء لاعبين أقوياء لتكون قادرة على المنافسة في ظل المستويات الضخمة لأسعار اللاعبين؟.
الأيام المقبلة ستكشف عن المزيد حول تجربة بيراميدز وستثبت ما إذا كانت تجربة حقيقة للمال الخاص في الكرة أم أنها تجربة عشوائية جاءت بدوافع لا تفيد الكرة المصرية من قريب أو من بعيد.