من المحتمل أن تفقد فرنسا مكانتها كثاني أكبر دولة مصدرة في العالم للقمح بعد فشلها بالفوز بالعديد من مناقصات القمح في مصر التي تعتبر أكبر مشتري للمحصول في العالم حيث أن الصادرات من روسيا واوكرانيا وكازاخستان غمرت الاسواق.
وذكرت بلومبرج أن مصر فضلت شراء القمح الارخص ثمنا من منطقة البحر الاسود في ال17 مناقصة الماضية. وأظهرت البيانات ان الشحنات من مدينة روان الفرنسية- التي تعتبر اكبر مركز لصادرات القمح في اوروبا -الى شمال افريقيا تراجعت الى ادنى مستوياتها في اربعة أشهر في الاسبوع الذي انتهى في 2 نوفمبر الماضي.
ويتوقع الخبراء حدوث انخفاض بنسبة 23% في الصادرات الفرنسية من القمح في الاثنى عشر شهرا التي ستنتهي في شهر يونيو القادم مما ستعتبر الاكبر في نحو عقد من الزمن على اقل التقديرات.
وتعتبر تلك الصورة مختلفة تماما مع ما شهدته فرنسا في الموسم الماضي من حيث صعود صادراتها بنسبة 16% الى مستوى قياسي بعد ان خفضت كلا من روسيا واوكرانيا المبيعات لتأمين الامدادات المحلية. وقد هوت الاسعار التي بلغت اعلى مستوياتها في ثلاثة اعوام بشهر فبراير الماضي بعد ان خففت كلا البلدين القيود على الصادرات.
وفي نفس الوقت يرتفع انتاج القمح في مناطق آخرى من العالم وتتوقع الامم المتحدة حدوث اكبر حصاد عالمي للقمح في الموسم الحالي. وقال " جريج جرو" مدير النشاط الزراعي بشركة "آرشر فاينانشال سيرفيسيز" في شيكاغو أن اسعار القمح قد تتراجع بنسبة 20% آخرى في باريس بحلول شهر مايو القادم.
ووفقا لتقديرات وزارة الزراعة الامريكية, سيشهد العام الجاري ثالث اكبر حصاد للقمح منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
ورفعت روسيا الحظر على الصادرات الذي ظل لفترة طويلة في 1 يوليو الماضي وبحلول منتصف شهر سبتمبر الماضي شحنت القمح بأسرع وتيرة لها في خمس سنوات.
وشكلت مصر نحو 4% من صادرات فرنسا من الدول خارج الاتحاد الاوروبي وذلك منذ شهر يوليو الماضي مقارنة بنحو 18% في الموسم الماضي. ويبدو ان فرنسا تخسر نشاطها في معظم مناطق شمال افريقيا التي مثلت نحو 49% من مبيعات فرنسا للقمح في العام الماضي.
وبلغت شحنات القمح من فرنسا الى المغرب 60215 طن في الاربعة اسابيع التي انتهت في 26 اكتوبر الماضي مقارنة بنحو 247896 طن خلال نفس الفترة في العام السابق.
وكانت الجزائر هي الاستثناء في هبوط المبيعات من فرنسا والذي أوضح "عبد الرضا عباسين" الخبير الاقتصادي بمنظمة الاغذية والزراعة الامريكية "الفاو" ان الروابط التاريخية بين البلدين تصعب الامور على المنافسين لحل محل فرنسا.
ووفقا للبيانات الحكومية, اشترت الجزائر نحو 24% من اجمالي الصادرات الفرنسية في الموسم الماضي.
وتتوقع وزارة الزراعة الامريكية ان تصل واردات القمح الجزائرية الى 6.1 مليون طن في الموسم الحالي مقارنة بنحو 10.5 مليون طن في مصر.