الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي الخامس للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية المنعقد بتونس بحضور كلا من المستشار القانوني الدكتور عبد الكريم بن سعيد الكراني رئيس المؤتمر و أصحاب رؤساء وأعضاء الوفود العربية.
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال يشرفني وأنا أرحب بكم في مقر مجلس وزراء الداخلية العرب أن أعبر عن تقديرنا البالغ للرعاية الكريمة التي تحيط بها تونس العزيزة المجلس وأمانته العامة، فلها منا ـ رئيساً وحكومة وشعباً ـ كل الشكر والعرفان.
ويسعدني كذلك أن أرفع إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، أسمى آيات التقدير والامتنان على جهودهم الحثيثة لتعزيز الأمن والاستقرار في الوطن العربي وتدعيم حقوق الإنسان وكرامته.
تجتمعون اليوم في هذا اللقاء السنوي الذي أراده مجلس وزراء الداخلية العرب مناسبة لتبادل التجارب وتقاسم الخبرات وتدارس أهم قضايا حقوق الإنسان في العمل الأمني.
ويعكس تنوع المواضيع المدرجة على جدول أعمال مؤتمركم هذا، حرص الأجهزة الأمنية العربية الدائم على احترام حقوق الإنسان أثناء القيام بالعمل الأمني وإنفاذ القانون.
ولعل أبرز بند على جدول الأعمال هو مناقشة صيغة جديدة لمشروع الاستراتيجية العربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني، إذ من شأن هذا المشروع أن يسهم في تعزيز احترام أجهزة الشرطة والأمن لهذه الحقوق، من خلال ما تضمنه من أهداف وما رسمه من سياسات وطنية وعربية فاعلة، وما حدده من سبل لتدعيم التعاون العربي والدولي والتنسيق بين الأجهزة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.
ولا شك أن موضوع حقوق الإنسان في سياق مكافحة الجرائم الالكترونية يكتسي أهمية بالغة في عالمنا اليوم في ظل التطور غير المسبوق في استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وما نتج عن ذلك من جرائم مختلفة يطرح التصدي لها وإقامة الدليل الرقمي عليها قضايا تتعلق بحقوق الإنسان مثل حرية التعبير واحترام الخصوصية الشخصية.
وستناقشون كذلك موضوعا آخر في غاية الأهمية ألا وهو دور الشرطة في حماية حقوق الإنسان السياسية والمدنية، والذي سيكون فرصة لتقييم أداء أجهزة الأمن العربية في هذا المجال من خلال إبراز الجهود الكبيرة التي تقوم بها ومعالجة النواقص التي قد تشوب هذا الأداء.
وينسجم هذا البند مع الحرص الدائم لدى المجلس من أجل تقييم أداء أجهزة الأمن عموما وترشيد العمل وحوكمة الإجراءات لضمان نجاعة المرفق الأمني، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان لدى الأجهزة الأمنية، بحيث تصبح تلك الثقافة سياجا منيعا يحول دون أي انتهاك لحقوق المواطنين أو انتقاص لكرامتهم.
يُسعدني في الختام أن أجدد الترحيب بكم واثقا من أنكم ستُعالجون المواضيع المهمة المدرجة على جدول أعمالكم بكل كفاءة ومسؤولية، بما يسهم في تعزيز احترام حقوق الإنسان في العمل الأمني في وطننا العربي.
واللـهَ أرجو أن يكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح، وأن يوفقكم لما فيه الخير والرشاد.
وختاما يسعدني أن أجدد الترحيب بكم راجيا أن تُكلل أعمالكم بالنجاح.