الدول الافريقية تولي ظهورها للدول الغنية وتُقبل على الاقتراض من "الصين" و"البرازيل"
السبت 03 december 2011 04:59:52 مساءً
دأبت الدول الفقيرة على الإعتماد علي الدول الغنية لتكملة ميزانياتها المخصصة للنهوض بقطاعات معينة، كالصحة والتعليم والصرف الصحي والسكن.
وإعتادت معظم البلدان الفقيرة علي السعي من أجل حشد الأموال اللازمة لاستكمال ميزانيات مثل هذه القطاعات، لتبقى تحت رحمة المانحين، لكن الاحصاءات تبين أن الدول الفقيرة تتوجه الآن تدريجيا نحو الإعتماد أكثرا فأكثر علي الذات.
وطبقًا لما ذكرته وكالة "آي بي إس"، قالت لوسيا فراي، من منظمة أكشن ريد في المملكة المتحدة، إن الاعتماد على المعونة الخارجية انخفض بنسبة الثلث في حالة 54 من البلدان الأكثر فقرا في العالم خلال العقد الماضي، وهذا يعني أنها أصبحت الآن أقل تبعية وإعتمادا علي هذه المعونة مما كانت عليه منذ 10 سنوات.
وتمكنت بضعة دول أفريقية من خفض إعتمادها على المساعدات، وبقدر كبير، بفضل نموها وقدرتها على تعبئة الموارد المحلية اللازمة لتوليد عائدات تمكنها من الإستثمار في القطاعات الأساسية.
كما أشارت إيما كاوروزي، المشاركة في المنتدى الرابع الرفيع المستوى المعني بفعالية المعونة المنعقد في بوسان في الفترة 29 نوفمبر-أول ديسمبر، أشارت إلي مثال رواندا التي تعد الآن واحدة من الدول الرائدة في مجال التنمية البشرية في أفريقيا، وتحظي بأعلى نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، وخفضت بشكل كبير إعتمادها علي المساعدات الخارجية. ومن جانبه دعا رونالد نكوسي، مدير التمويل الخارجي في وزارة المالية في رواندا، إلي إستمرار تمويل الجهات المانحة القادر علي التأهيل للقيادة والمساءلة والشفافية وتلبية احتياجات الشعوب وردم الفوارق ومكافحة الفقر. وعن الدول الأفريقية الأخري، إضافة إلي رواندا، التي نجحت في تقليص الإعتماد علي المعونات الخارجية، فيشار إلي أوغندا التي خفضتها من 47 إلي 27% في الفترة 2000-2010، وموزمبيق، من 74 إلي 58% في نفس الفترة. ونسب بودو الميرز، مسؤول السياسات في الشبكة الأوروبية للديون والتنمية، هذا التحول إلى حقيقة أن "البلدان النامية باتت الآن قادرة على حشد المزيد من الموارد المحلية من خلال الإلتفات إلي موارها الطبيعية" مثل النفط والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة. وشرح أن هناك أيضا بعض الدول "التي تبحث عن فرص جديدة للحصول على التمويل من الجهات المانحة الصاعدة. فأنغولا تستفيد الآن بشكل كبير من المساعدة الإنمائية البرازيلية، فيما يتجه العديد من البلدان الأفريقية الأخرى الآن الى الصين للحصول على القروض.