The burden of care falls disproportionately on women
يترك وباء "كوفيد-19" تأثير غير متناسب على سيدات الأعمال، ليكون الانتكاسة الأكبر للمساواة بين الجنسين في غضون عقد، وتقول أمين عام هيئة الإغاثة الدولية كير "صوفيا سبريشمان" في تقرير نشر على منتدى الاقتصاد العالمي، إنها شاركت خلال الأسبوع الجاري في حدث كان قاتماً وملهماً بنفس القدر، وكان الحدث قاتماً، بسبب أن التوقعات المستقبلية الخاصة بالنساء في مقابل هذا الوباء تُعد كارثية، لكنه كان ملهماً بسبب الشعور بوجود رغبة جماعية لمعالجة المشكلة التي تواجههنا، على حد قول "سبريشمان".
ولكي نكون أكثر وضوحاً: تأثير وباء "كوفيد-19" على المدى الطويل لن يكون متساوياً بالنسبة للنساء والرجال، حيث إن النساء تعاني أكبر انتكاسة في المساواة بين الجنسين لجيل كامل، ويُخلف هذا الوباء تأثيراً عميقاً على النساء، كما أنه يحول دون عقود من المعارك التي تم كسبها بشق الأنفس سواء من حيث المساواة بين الجنسين أو الحقوق الاقتصادية للمرأة.
كما تسبب "كوفيد-19" في زيادة كبيرة في العمل غير مدفوع الأجر للنساء حول العالم، ويوجد كذلك زيادة حادة في العنف القائم على أساس الجنس كنتيجة لعمليات الإغلاق حول العالم، ومن المرجح بشدة أيضاً أن تشغل النساء وظائف غير رسمية أو منخفضة الأجر، إضافة إلى أن الملايين قد فقدن سبل كسب المعيشة بين عشية وضحاها.
وفي أمريكا اللاتينية وحدها، كان هناك حوالي 19 مليون عاملة محلية من بينهن 80 % بدون عقود، واللاتي تم تسريحهن من العمل مع أقل قدر من الحماية القانونية والاجتماعية، وبالنسبة للسيدات العاملات عبر برامج وكالة الإغاثة كير، فإن الصورة صارخة كذلك.
وفي سيرلانكا، يقول 90 % إن أجورهن قد تراجعت كما أن سلاسل التوريد قد تعطلت، بينما في جواتيمالا فإن 96 بالمائة لا يملكون أموالاً كافية لشراء المواد الغذائية الأساسية، كما أن النسبة نفسها تقول إن الأزمة أدت لزيادة معدل البطالة في مجتمعاتهن.
كما أن العديد من هؤلاء النساء على حافة الهاوية الآن، مهددين بخطر العودة مجدداً إلى الفقر، وهو احتمال مدمر بعدما عملوا بكد لتحقيق النجاح، وقبل الأزمة، توقع منتدى الاقتصاد العالمي أن الأمر قد يستغرق 257 عاماً من أجل الوصول إلى المساواة الاقتصادية بين النساء والرجال، وكان هذا بمثابة أمر صادم بالفعل، في الواقع، إنه لأمر مدمر ومحبط على حد سواء أن يتأخر هذا الرقم للمزيد من الأجيال.
وتمكنت النساء العاملات من تجاوز العديد من الحواجز كي تعمل على تحقيق الازدهار في أعمالها وتتغلب على الفقر، وهؤلاء النساء على وجه التحديد هم من يمتلكن القوة لمواجهة المهمة الكبرى التي تنتظرهن، وشهدنا هذا من قبل مع أزمة الإيبولا، ومع النساء من الدول التي مزقتها الحرب، ونعلم أننا سنراه بعد هذا الوباء، ويمكن للنساء أن ترفع مجتمعاتهن من الفقر وإعادة بناء ما تم فقدانه، لكنهم بحاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة.
وبعد أن عملت في هذا القطاع لمدة 25 عاماً - كما تقول الكاتبة - ما زلت أشعر بالإعجاب من مدى قوة ومرونة النساء، حتى أولئك اللاتي يعشن في ظروف قاسية ويكافحن من أجل إطعام عائلاتهن كل يوم، وعند الاستماع إلى تجربة أحد سيدات الأعمال من سيراليون "دوركاس" وهي تتحدث خلال حدث "أعمال بواسطة المرأة"، فإنها تعزز مرة أخرى هذه القوة.
واضطرت "دوركاس" إلى إغلاق مدرسة التدريب وأعمال المطعم الخاصين بها نتيجة لوباء "كوفيد-19"، وبحسب كلمة "دوركاس": تحتاج النساء إلى التدريب والدعم المالي حتى يتمكن من بناء أعمالهن ودعم أسرهن ومجتمعاتهن، وتمتلك النساء هذه القوة لاستعادة مجتمعاتهن إلى المسار الصحيح.
ولهذا السبب - وفقاً للكاتبة؛ أدعو صانعي القرار إلى مضاعفة دعمهم للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر التي تقودها النساء كجزء واضح من الاستجابة الدولية لوباء كورونا، وتمثل النساء أكبر فرصة للنمو الاقتصادي، حيث إنه في سيناريو محتمل تلعب فيه المرأة دوراً مماثلاً للرجال في أسواق العمل، يمكن إضافة ما يصل إلى 28 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي في عام 2025.