شهدت تعاملات أمس في سوق العملات علي جميع فترات التداولات، تقلبات واضحة للعملات الرئيسية أمام الدولار الأمريكي، والذي سجّل تأرجحًا ملحوظًا مقابل منافسيه في نطاق محدود أيضًا، وسط استمرار المخاوف بشأن ديون اليورو .
وحامت تداولات العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" أمس حول مستوي 1.30 دولار، عاكسة نطاقًا ضيقًا جدًا من التعاملات ما بين مستوي مقاومة 1.3040 دولار ودعم عند 1.2990 دولار مواصلة الاتجاه العرضي لها علي المدى القصير لليوم الثاني علي التوالي .
ويأتي ذلك تزامنا مع تعاملات متقلبة وعدم قدر أي من القوي سواء البائع أو المشتري علي قيادة السوق، لتغلق العملة عند مستوي الدعم دولار 1.2999، بينما اختلف أداء الإسترليني عن قرينه اليورو مقابل الدولار رغم استمراره في الحفاظ علي الاتجاه العرضي، إلا انه كون قاعًا صاعدة عند مستوي 1.5480 دولار ارتفاع منه إلى 1.5543، رغم فشله في الاحتفاظ به ليغلق مرتدا مرة أخري عند 1.5497 دولار بالقرب مما استهل به تعاملات اليوم .
وتأرجح الدولار الاسترالي أيضا مقابل الدولار الأمريكي في نطاق 0.9987 و0.9893 مشكلا قناة سعرية هابطة علي المدى القصير، وعلي صعيد أحدث التداولات ليوم الثلاثاء، صعدت العملة الاسترالية بالسوق متخطية القناة السعرية السابق تشكيلها، ليسترد الدولار الاسترالي تعاملاه فوق 0.9993 دولار أمريكي .
وفي نفس السياق، حصلت فرنسا الأسبوع الماضي علي دعم من وكالة "فيتش للتصنيف الائتماني" بعد أن أكدت الأخيرة علي التصنيف الائتماني للأوراق المالية الفرنسيةالمحلية والأجنبية طويلة الأجل، بالإضافة إلى الدينالسيادي عند"AAA"رغم أنها راجعترؤيتها الائتمانية على التصنيف طويل المدى للبلاد إلى "سلبي" من " مستقر"، في ظل تفاقم الوضع المالي والاقتصادي بمنطقةاليورومساهمتها بشكل كبير في حل الأزمة .
وفيما يتعلّق بالمشهد الاقتصادي، وعلي صعيد التصريحات الصحفية، أفاد "دراجي" محافظ المركزي الأوروبي "، بأن البنْك المركزي الأوروبيّيريد تجنب حدوث ركود محتمل ومزيد من تراجع عجلة النمو الاقتصادي. وبسؤاله عن احتمالية خفض التصنيف الائتماني لمنطقة اليورو، أكد أنهفي حالة ما فقدت فرنسا تصنيفها الائتماني AAA، فإن ذلك سيؤدي بدوره إلى تغيير عددمن التصنيفات الأخرى، حيث من المنتظر أن يمثّل التزام الاتحاد الأوروبي لفرضبرنامج آلية الاستقرار الأوروبي محذرامن تأثير خفض التصنيف الائتماني لفرنسا وأهميته على صندوق الاستقرارالمالي الأوروبي. وعلى الجانب الآخر سيطرت حالة من التوتر وعدم اليقين بالسوق الآسيوية أمس بعد ما توفي زعيم كوريا الشمالية وهو ما أدى بدوره إلى قلق بشأن انتقال السلطة علي نحو سلمي إلي ابنه، وسط انتظار لرد فعل العملاق الصيني الذي كان ولا زال الحليف الدبلوماسيالرئيسيلكوريا الشمالية، بالإضافة إلى كون الصين الراعي الاقتصادي الرئيسي، حيث من المتوقعأن يظهر دور الصين الفعال خلال عمليات نقل السلطة، مما دفع بعض المستثمرين إلي التخلي عن الأصول عالية المخاطرة خلال فترة التعاملات الآسيوية .
أما فيما يتعلق بالمفكرة الاقتصادية ، أرتفع مؤشرNAHB لسوق الإسكان الأمريكي إلى 21 نقطة خلال شهر ديسمبر بنسبة 0.9% خلال أكتوبر، بعدما ارتفعت قراءته المُراجعة خلال شهرسبتمبر إلى 0.5%.، وفقا للتوقعاتالتي اشارت لإرتفاعه بنسبة 0.6%و في مقابل قراءةنوفمبر الماضي 19 نقطة.
وتراجع مؤشر الحساب الجاري لمنطقة اليورو، ليسجل عجزًا أكبر من المتوقع خلال شهرأكتوبر، بواقع 7.5 مليار يورو خلال شهرأكتوبر، ومتراجعًا من الفائض الذي سجله خلال شهر سبتمبر البالغ 2.2 مليار يورو .
وهيالقراءة التي تمت مراجعتها على انخفاض إلى 0.5 مليار يورو، في مقابل التوقعات بأن يسجل عجزًا بقيمة 1.9 مليار يورو خلال شهر أكتوبر، وعلي أساس سنويسجل عجزًا بواقع 58.7 ملياريورو خلال شهر أكتوبر، وهي القيمة التي تمثل 0.6% من إجمالي الناتج المحلي لمنطقةاليورو، مقارنة بقراءة العام السابق البالغة 29.5 مليار يورو.
كما تراجع عجز الميزان التجاري الإيطالي على نحو أقل من المتوقع خلال شهر أكتوبر، مسجلًا 1.08 مليار يورو خلال شهر أكتوبر مقابل القراءةالسابقة المسجلة خلال شهر سبتمبر البالغة 1.88 مليار يورو، وهي القراءة التي تمتمراجعتها على ارتفاع من قراءة 1.84 مليار يورو السابقة، في مقابل توقعات بأن يتقلص العجز في ميزان إيطاليا التجاري إلى 0.97مليار يورو خلال شهر أكتوبر.