صورة أرشيفيه
يعد الذهب ملاذ آمن واستثمار يلجأ له التجار خلال الأزمات المالية وسيطرة حالات الخوف من المجهول وعدم اليقين في الأسواق بالتزامن مع وقوع أزمات اقتصادية حادة فالتحليل الأسبوعي لمسار الذهب خلال الفترة من 31 أغسطس إلي نهاية الأسبوع يمكن أن ينقسم إلي شقين رئيسين.
ويشير الشق الأول إلي صعود الذهب مع بداية الأسبوع بالأخص في الفترة في 31 أغسطس و1 سبتمبر ليصل إلي أعلى مستوى له منذ 19 أغسطس مسجلا 19,992.56 دولارا للأوقية. ويأتي هذا في ظل ما يشهده العالم من تداعيات سلبية نتيجة فرض قيود الإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجد. ويتعامل المستثمرون مع الذهب علي أنه وسيلة للتحوط كأفضل أداة للاستثمار في ظل حالات عدم اليقين التي تسيطر علي الأسواق في الآونة الأخيرة ووصول الذهب إلي أعلي سعر له في التاريخ متجاوزا 2200 دولار للأوقية.
ويأتي الارتفاع الملحوظ للذهب في الآونة الأخيرة نتيجة لتطبيق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسياسة جديدة تسمح للتضخم بالارتفاع فوق مستوى 2% لتعويض فترات انخفاضه ما قبل ذلك، ليصبح التضخم معتمدا على المتوسط، وليس الهدف. وهذه الاستراتيجية تعني استمرار سياسة معدلات الفائدة المنخفضة علي جميع الاستثمارات ذات العوائد مثل السندات الحكومية. هذا وقد سجل مؤشر الدولار الأمريكي، انخفاضا في بداية الأسبوع والذي يقيس قوة الدولار أمام سلة من 6 عملات، مسجلا مستويات تقترب من 92 مما دعم من ارتفاع الذهب في هذه الفترة.
الشق التاني هو انخفاض الذهب في الفترة من 2 سبتمبر إلي نهاية الأسبوع. وجاء انخفاض الذهب بسبب ارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق وقوة الدولار الأمريكي في ضوء حالة التفاؤل التي تسيطر علي الأسواق بشأن التوصل إلي حل قريب حيال حزمة التحفيز المرتقبة في الولايات المتحدة. ومن المتوقع صدور مشروع قانون من مجلس الشيوخ في مستهل الأسبوع المقبل بشأن الحزمة التحفيزية. وساعد أيضا في انخفاض الذهب البيانات الاقتصادية الايجابية في الولايات المتحدة.
وعلي صعيد تعاملات الاسبوع المقبل، يتوقع أن تصدر تطورات جديدة بشأن إيجاد لقاح فعال وآمن إلي فيروس كورونا، والذي بدوره إذا حدث فسوف يساعد في تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية ويدفع بالأسواق إلي التعافي من جديد وبالتالي هبوط أسعار الذهب وعودة المستثمرين للاستثمار في الأسواق المالية المختلف.
اتفاق البريكست، والذي من المقرر انتهاء الفترة الانتقالية له بحلول نهاية ديسمبر، وتقوم المملكة المتحدة بإجراء مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لوضع خطوط عامة للعلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي فيما بعد خروجها من دائرة الاتحاد الأوروبي. ويعد عدم الوصول إلي حل بشأن اتفاق البريكست دعما لصعود أسعار الذهب والعكس صحيح.
مراجعة المرحلة الأولي من الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة، فتصعيد التوترات بين البلدين وعدم الانتهاء والوصول إلي حل بشأن الاتفاقية يدعم ارتفاع أسعار الذهب.