صورة ارشيفية
أصدرت هيئة المساهمات المجتمعية -معاً اليوم، تقرير الأثر الاجتماعي الأول لها، معتمدةً على استراتيجية مبتكرة ارتكزت على إحداث أثر اجتماعي إيجابي وتوسيع آفاق الابتكار للبرامج التي أطلقتها خلال عام 2020، والتي ساهمت في ترسيخ ثقافة المساهمة المجتمعية والمشاركة في معالجة التحديات وفقاً للأولويات الاجتماعية المحددة في الإمارة.
وجاء التقرير ليعكس الإنجازات التي استطاعت الهيئة تحقيقها خلال عام 2020، على مدار عامها الأول الكامل، ليكون الأساس الراسخ والمتين لبناء مستقبل أفضل.
ومن أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة، تطوير 40 مؤسسة اجتماعية جديدة، وتفعيل مشاركة أكثر من 6 آلاف متطوع لخدمة المجتمع، وجمع أكثر من مليار درهم من المساهمات المالية والعينية والتي وفرت الدعم لأكثر من 400 ألف فرد من أبناء المجتمع.
ساهمت هيئة معاً في توسيع آفاق الابتكار الاجتماعي عبر احتضان المشاريع الاجتماعية، وخلق بيئة ملائمة لتعزيز ريادة الأعمال الاجتماعية، فضلاً عن توفير فرص التطوع وإرساء آلية مستدامة للتمويل، بالإضافة لإنشاء منصات رائدة لاستقطاب المساهمات المجتمعية من خلال ركائزها الاستراتيجية، وشكلت نتائجها معلماً أرسى أسس التماسك المجتمعي والتعاون الاجتماعي في أبوظبي خلال عام 2020 لصياغة معيار مبتكر للاندماج الاجتماعي.
تندرج البرامج الرائدة في إطار المحاور الاستراتيجية الخمسة لهيئة معاً والتي تتضمن الحاضنة والمسرع الاجتماعي، وعقود الأثر الاجتماعي، وصندوق الاستثمار الاجتماعي، والمشاركة المجتمعية وإدارة التواصل والشراكات، إذ تعمل الهيئة على مد جسر للتواصل بين الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني لمعالجة التحديات الاجتماعية الملحة في مجتمع أبوظبي.
ومن أبرز الأولويات الاجتماعية التي ركزت هيئة معاً على معالجتها تمثلت بتعزيز التماسك الأسري، وكيفية إحداث توازن بين الحياة والعمل، وحرصت على توفير ضروريات الحياة الأساسية، ودعم كبار السن وأصحاب الهمم من خلال توفير الفرص الملائمة لهم ولقدراتهم لتعزيز صحتهم ولياقتهم البدنية، بالإضافة للقضايا البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفي إطار برنامج الحاضنة والمسرع الاجتماعي مكنت هيئة رواد الأعمال الاجتماعيين الطموحين وزودتهم بالمعارف والخبرات اللازمة لتطوير أفكارهم الإبداعية وتحويلها إلى مؤسسات اجتماعية راسخة الأركان، ومن خلال الدورات الأربع التي تم إطلاقها وفرت هيئة معاً الدعم لحوالي 15 ألف مستفيد حتى اليوم، كما ساهمت كل مؤسسة في توفير فرص العمل والتطوع.
يشكل نهج التمويل المبتكرة المستدام عاملاً أساسياً في إحداث أثر اجتماعي إيجابي، ووضعت هيئة معاً معلماً بارزاً في سجل إنجازاتها من خلال إطلاق برنامج "أطمح" أول مشروع لسندات الأثر الاجتماعي على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتم إطلاق البرنامج ضمن محور سندات الأثر الاجتماعي، وذلك بالشراكة مع دائرة تنمية المجتمع والدار العقارية والدار للتعليم ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، لإرساء أول مشروع ساهم بإحداث أثر اجتماعي إيجابي على مستوى العالم يركز على توفير فرص التعليم لأصحاب الهمم، إذ مكن البرنامج الذي امتد على مدار 15 شهراً 25 طالباً وزودهم بالمهارات والتدريب المهني اللازم.
وضعت هيئة معاً بالتعاون مع شركائها خطة شاملة لإطلاق أول برنامج لسندات الأثر الاجتماعي في أبوظبي، تضمنت المناهج الدراسية وأساليب التدريس المبتكرة وحددت النتائج المنشودة.
يعد التمويل المستدام عنصراً أساسياً لترسيخ التماسك المجتمعي، وقد ساهم إنشاء صندوق الاستثمار الاجتماعي وإطلاق أول برامجه الرائدة "معاً نحن بخير"، لدعم الجهود المجتمعية في أبوظبي لمواجهة وباء كوفيد -19 والتغلب عليه، ويعتبر صندوق الاستثمار الاجتماعي القناة الرسمية لحكومة أبوظبي لاستقبال المساهمات من الأفراد والمؤسسات، التي يتم توظيفها لمعالجة التحديات وفقاً للمجالات الرئيسية ذات الأولوية بهدف دعم المتضررين جراء الوباء.
تفاعل مجتمع أبوظبي مع البرنامج بشكل إيجابي، إذ تم جمع ما يقارب مليار درهم إماراتي من المساهمات المالية والعينية الواردة وتم توظيفها لتقديم الدعم وفق أربعة مجالات رئيسية شملت توفير الاحتياجات الأساسية وتأمين الإمدادات الغذائية ودعم استمرار العملية التعليمية والرعاية الصحية، مما ساهم في إحداث أثر اجتماعي انعكس بشكل إيجابي على حياة مجموعة من السكان ممن ينتمون لأكثر من 200 جنسية.
كما ساهم محور إدارة التواصل والشراكات في تحقيق هدف الهيئة المتمثل في خلق فرص التطوع الهادف لخلق فرصة للأفراد للتفاعل مع مجتمعهم وخدمته.
إذ وظّف أكثر من 6 آلاف متطوع على مدار عام 2020 وقتهم وخبرتهم لدعم برامج المشاركة المجتمعية، التي تضمنت برنامج "رحلة الأجيال" بالشراكة مع مؤسسة المباركة، وشهدت المبادرة تفاعل 55 فرداً من كبار المواطنين ممن رافقوا المتطوعين الشباب للمشي في ياس مول، ليشكل البرنامج فرصة لتفعيل لغة التواصل وسد الفجوات بين الأجيال في المجتمع الإماراتي، والمساهمة الفعالة في تعزيز رفاهية كبار المواطنين مع تشجيع الشباب على التطوع لإحداث أثر اجتماعي إيجابي.
ترسيخاً لمبدأ التماسك المجتمعي والاندماج الاجتماعي، تم إطلاق برنامج "أهل النشاط" الذي مكّن أصحاب الهمم من اتباع نمط حياة صحي، بالإضافة إلى المشاركة في جلسات اللياقة البدنية مع المتطوعين.
تسعى هيئة معاً لمتابعة مسيرتها الرائدة في تعزيز الابتكار من خلال طرح برامج جديدة في المستقبل بهدف معالجة المزيد من التحديات الاجتماعية لترسيخ مكانة أبوظبي على المستوى العالمي لتصبح وجهةً رائدة للعيش والإقامة والاستثمار.
وبهذه المناسبة صرحت سعادة سلامة العميمي، المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية - معاً: "يشكل إطلاق تقرير الأثر الاجتماعي الأول حدثاً هاماً ومميزاً في مسيرة هيئة معاً، لأنه يعكس كافة الإنجازات الباهرة التي تم تحقيقها والتي تندرج ضمن أهدافنا في إحداث تحول اجتماعي إيجابي ملموس في حياة أفراد المجتمع، للمشاركة في بناء مستقبل إمارة أبوظبي المشرق".
وتابعت: "بذلنا جهوداً جبارة وخططنا بعناية وتأني لكل برنامج لنصل لأفضل النتائج، وجاء تحقيق هذه الإنجازات الباهرة نتيجة توجيهات قيادتنا الرشيدة والعمل المنظم الجاد لفريق هيئة معاً والتعاون مع شركائنا وأفراد مجتمع أبوظبي بأسره".
وأضافت: "نحن فخورون بما حققناه خلال فترة زمنية قصيرة، وإنجازاتنا هي نقطة البداية لمسيرة رحلتنا. نلتزم في هيئة معاً بتحقيق أهدافنا الاستراتيجية والتي تركز بمحتواها على بناء شبكة اجتماعية فاعلة مكونة من المنشآت الأهلية والمؤسسات ذات النفع والمؤسسات الاجتماعية الموجودة بين القطاع العام والخاص، بهدف توسيع آفاق الابتكار الاجتماعي وتقديم أفضل الممارسات العالمية في سبيل إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية في أبوظبي".
واختتمت بقولها: "يجسد كل برنامج تطلقه الهيئة خطوة هامة في مسيرتنا الرائدة للوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية، ولتعزيز مكانة أبوظبي مركزاً رائداً للابتكار الاجتماعي".