أكد د.عبد المنعم أبو الفتوح أن دور مؤسسات المجتمع المدنى فعّال وبارز فى تقديم خدمات ومساعدات جليلة للمواطنين التى لا تستطيع الدولة أو تغفل عن تقديمها، رافضاً أى هجوم تعسفى ينالها ويؤثر على جدوى عملها، مطالباً بتطوير شامل فى قانونها ولائحتها التنفيذية التى تنظم هذا العمل.
وأوضح د. أبو الفتوح فى لقائه بالندوة العالمية للشباب الإسلامى تحت عنوان "اللقاء التشاورى فى العمل الطبى والإغاثي" قائلاً: "بالإضافة إلى الدور البارز لمؤسسات المجتمع المدنى إلاّ أننا نحتاج إلى مؤسسات تعمل فى مجال الوقاية وتوعية المجتمع لتجنب ما يعانيه، حيث أن هذا المجال مهمل فى دُولنا لأن كل المؤسسات الحالية تُركز فقط على العلاج، فلا نرى أحد يقوم بتوعية مريض الكلى أو الكبد حتى لا يصيبه هذا المرض إنما يتم علاجه فقط، ونرى مساعدات للفقراء لكن لا نرى توعيتهم بتوفير عمل لهم".
وشدد أبو الفتوح على وجوب أن يكون هدف هذه المؤسسات خدمة الإنسان فقط وليس لها أهداف سياسية، كما لا يجوز استغلال حاجات الناس لفرض عقيدة أو أيديولوجية ما عليهم مقابل مساعدتهم، وقال: "على الجمعية الخيرية الإسلامية أن تُعالج الجميع مسلمين ومسيحين، وكذلك الجمعيات الخيرية القبطية، فهدفنا هو الإنسان".
وتابع أن من مميزات الثورة أنها أعادت ثقتنا فى شبابنا، مؤكداً على إحتياجنا إلى تعميق ثقافة العمل التطوعى بين شبابنا وداخل مجتمعاتنا، ومن أجل هذا يجب التنسيق بين الدول العربية، فمصر تتميز بحجم موارد وخبرات بشرية ضخم ولكن ينقصها الإمكانيات والدول العربية تتمتع بهذه الإمكانات فبذلك يتحقق التكامل للجميع.
ورفض د.عبد المنعم أبو الفتوح الهجمة الشرسة والعنيفة على مؤسسات المجتمع المدنى فى الحملة المنظمة التى تتعرض لها الثورة والمدافعين عنها، إلاّ أن هذا لن يؤثر على مسار الثورة أو هذه المؤسسات ولن نسمح بذلك.
وطالب د.عبد المنعم بتطوير شامل لقانون مؤسسات المجتمع المدنى ولائحتها التنفيذية التى تنظم هذا العمل، فتكون أكثر وضوحاً وعلانيةً وشفافيةً، كما تحتاج إلى التتحرّر من جميع القيود، عدا القيود الأخلاقية، وأن يكون هدفها الأساسى الإنسان وخدمته وهذا ما يحتاجه العمل الإغاثى فى العالم ككل، حيث أن هناك الآلاف فى دارفور يعانون من العمى بسبب المرض والذى يمكننا علاجه بعملية جراحية لا تتكلّف أكثر من 25 دولار إلاّ أن هناك العديد من القيود تحول بيننا وبين أداء هذا الواجب!