اعتبر عدد من خبراء ومحللي سوق الاوراق المالية، قرار الدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق بالانسحاب من سباق الترشح لانتخابات الرئاسة بمثابة صدمة للضمير الوطني و فعة للمجلس العسكري وسياساته التي تؤكد استمرار حكم نظام مبارك, وعلي الرغم من ذلك استبعد الخبراء حدوث أية تأثيرات مباشرة علي المستوي الاقتصادي وسوق المال في الوقت الحالي، مؤكدين ان التأثير الاكبر علي السوق المصرية يتلخص في النتائج المترتبة علي القرار المفاجئ خاصة وانه يأتي قبل ايام من مرور عام على انطلاق ثورة 25 يناير وهو الامر الذي يزيد من احتقان الشارع السياسي المصرى.
قال الدكتور ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للسمسرة في الاوراق المالية، إن انسحاب البرادعي من انتخابات الرئاسة يعني استمرار نظام مبارك في ادارة شئون البلاد خاصة وانه رفض الترشح من قبل في عهد النظام السابق لعدم وجود نظام ديمقراطي حقيقي.
وقلل النمر من التأثيرات التي قد يحملها القرار علي المستوي الاقتصادي وعلي سوق المال، خاصة وانه حتي الان لم يتم تحديد موعد لانتخابات الرئاسة او حتي فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية.
اما علي المستوي السياسي فالقرار مؤثر وفقا للنمر، ويأتي في توقيت صعب قبل ايام من الاحتفال الاول بثورة 25 يناير الجاري وهو الامر الذي قد يزيد من احتقان الشارع المصري ويزيد من الازمه بعد البيان الجرئ للبرادعي والرسالة التي بعثها للشعب المصري بأن الثوره لم تقم بعد، وهو الامر الذي قد يؤثر علي البورصة تأثرا بالمشهد السياسي المتأزم.
وأضاف رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم ان التأثير غير مباشر علي السوق، مبررا ذلك بأن البرادعي مرفوض من جانب " البورصجية" في مصر خاصة وان العديد منهم مواليين للنظام السابق وينظرون الي المكاسب الشخصية الامر، وهو الامر الذي يقلل من احتمالات التأثير المباشر الا في حالة تجدد مشاهد احداث العنف.
وعن رؤيته للبورصة المصرية التي ستبدأ تداولاتها غا الاحد بعد قرار انسحاب البرادعي، رجح النمر ان تتحرك مؤشرات السوق بين مستويات عرضية مائله للصعود في اتجاه مستوي 3850 نقطة، متوقعا استمرار قيم واحجام التداول اليومية علي نفس معدلات الاسبوع الماضي المرتفعة نسبيا مقارنة بالفتره السابقة.
من جانبه قال وليد خليل رئيس قسم التحليل الفني بشركة H.Aللاوراق المالية إن البرادي كان من اصلح المرشحين للرئاسة، لكن فرص فوزه محدوده نظرا لحملات التشوية المتكرره التي يتعرض لها، الامر الذي يقلل من اي تأثيرات علي المستوي الاقتصادي وسوق المال.
وعلي الرغم من ذلك توقع خليل تأثر البورصة بالوضع السياسي والنتائج المترتبة علي القرار، خاصة وان هذا القرار سيفتح الباب امام العديد من الشخصيات المرشحة للرئاسة لاعادة ترتيب الاوراق لمواكبة التغيرات علي الساحة، متوقعا استمرار احجام التداولات عند نفس معدلاتها في تداولات الاسبوع الماضي والتي نشطت نسبيا بعد فترة طويلة من التراجع.
واستبعد أحمد ابو السعد العضو المنتدب بشركة رسملة- مصر لادارة صناديق الاستثمار اي تأثيرات مباشرة من الناحية الاقتصادية او فيما يتعلق بسوق المال المصري علي خلفية قرار انسحاب البرادعي من الترشح لكرسي الرئاسة.
كان البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق قد اعلن انسحابه من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أن قراره لا يعني انصرافه عن الساحة، بل استمرار لخدمة الوطن بفعالية أكبر، من خارج مواقع السلطة ومتحررا من كل القيود، موضحا أن النظام السابق يبدو كأنه لم يسقط، وكأن الثورة لم تقم بعد.