دراسة : تراجع إنفاق الشركات العالمية على الابتكار إلى 503 مليارات دولار
الاثنين 08 november 2010 05:29:21 مساءً
كشفت دراسة حديثة صادرة عن شركة بوز آند كومبانى الرائدة عالميًا فى مجال الاستشارات الإدارية عن انخفاض حجم الانفاق على الابتكار والتطوير فى الشركات العالمية، وذلك للمرة الاولى منذ 13 سنة.
ووفقا للدراسة التى اجرتها شركة بوز آند كومبانى فى عام 2010 حول الابتكار العالمى على حوالى 1000 شركة فإن الشركات الألف الأكثر إنفاقًا على البحث والتطوير خفضت إنفاقها الإجمالى فى هذا المجال بنسبة 3.5 % ليصل الى 503 مليارات دولار.
وأشارت الدراسة إلى أن شركة سابك السعودية كانت الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط ضمن قائمة الألف، وهى تعد إحدى أقوى الشركات العاملة بالمنطقة حتى أثناء فترات الانكماش الاقتصادى فى مجال ابتكار واتباع الأساليب الاستثمارية الجديدة، حيث استندت الحملة الأوروبية التى أجرتها سابك خلال "K-Fair" المعرض العالمى الرائد للبلاستيك، إلى التقنيات التى تتبعها الشركة والابتكار والريادة فى الأبحاث والتطوير.
وتحتل "سابك" المرتبة 501 من قائمة الألف، وتُعدّ من أكبر المنفقين على الابتكار متفوقة بذلك على العديد من منافسيها فى هذا المجال. حيث تراجع الإنفاق الإجمالى لـ"سابك" على الأبحاث والتطوير بنسبة 7.3% عام 2009 من 152.3 مليون دولار عام 2008 إلى 141.2 مليون دولار عام 2009 إلا أن الإنفاق على الأبحاث والتطوير شكل ما يعادل 0.51% من مبيعات سابك عام 2009 ما يوازى 0.03% من إنفاق الشركات الألف على الأبحاث والتطوير فى 2010، بينما تراجعت نفقات منافسيها على الأبحاث والتطوير خلال الفترة نفسها بفارق كبير.
وتطرقت الدراسة الى انخفاض مجمل عائدات الشركات الألف بنسبة 11 % من 15.1 تريليون دولار عام 2008 إلى 13.4 تريليون دولار عام 2009 ، أى ما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل الانخفاض فى الإنفاق على الأبحاث والتطوير.
من جانبه قال حاتم سمّان، مدير بحوث الابتكار فى شركة بوز آند كومبانى، إنه ليس من الغريب أن يطال الركود الذى شمل كل أنحاء العالم مؤخرًا الشركات الأكثر إنفاقًا على الابتكار عام 2009، مما أدى بها إلى خفض ميزانياتها الخاصة بهذه المسألة غير أن التخفيضات المتواضعة نسبيًا فى الإنفاق على الأبحاث والتطوير مقارنة بالانخفاض الأكبر بكثير للعائدات تدل على استمرار أهمية الابتكار باعتباره عنصرًا حيويًا فى استراتيجية الشركات فى كل صناعة من الصناعات. ومع اقتراب الأزمة من نهايتها وانتعاش عائدات الشركات، سيكون عام 2010 اختبارًا مهمًا لمدى التزامها بعملية الابتكار.
وطبقا للدراسة كان أكثر من نصف الشركات التى رصدتها بوز آند كومبانى يسعى لتخفيض الإنفاق على مجال الأبحاث والتطوير عام 2009، وجاءت غالبية التخفيضات فى ثلاثة قطاعات فقط هى السيارات، الكمبيوتر، الإلكترونيات، القطاع الصناعى. أما القطاعات السبعة الأخرى التى شملتها الدراسة فشهدت زيادة فى هذا الإنفاق إلى حد ما، وهذه القطاعات هى : الصحة، البرمجيات والإنترنت، الاتصالات، الكيميائيات والطاقة، الفضاء والدفاع، الاستهلاكى، والصناعى.
وعلى الرغم من تراجع الإنفاق على الابحاث والتطوير، احتفظت صناعة الكمبيوتر والإلكترونيات بمكانها كاكثر القطاعات إنفاقا على الابتكار، فيما بقيت صناعة السيارات فى المرتبة الثالثة. واحتلت الرعاية الصحية المرتبة الثانية حيث ارتفع الإنفاق على الأبحاث والتطوير فيها بنسبة 1.5%، وهى أقل بكثير من نسبة نمو عائدات هذه الصناعة البالغة 6%.
واحتلت اليابان أكبر نسبة انخفاض للإنفاق على الأبحاث والتطوير وفق مناطق وجود مقار الشركات، وتراجع الإنفاق على الأبحاث والتطوير لدى الشركات التى تقع مقارها فى اليابان بنسبة 10.8%، فيما تراجع فى أمريكا الشمالية 2.8%، وفى أوروبا 0.2% فقط. فى المقابل، رفعت الشركات التى تقع مقارهاا فى الصين والهند إنفاقها على الأبحاث والتطوير بنسبة 41.8%، علما بأن ذلك يبقى ضمن إطار صغير عالميًا لأن هذه الشركات تمثل 1% فقط من مجمل إنفاق الشركات العالمية الألف على الابتكار.
وجاءت شركة "آبل" فى مقدمة الشركات الاكثر انفاقًا على الابتكار بعد أن اختارها 79 % من المستطلَعين، تلتها "جوجل" بنسبة 49 فى المائة. وحلت 3 إم فى المرتبة الثالثة بـنسبة 20 % وهناك ثلاث شركات فقط من قائمة "العشر الأكثر ابتكارًا" واردة فى قائمة الشركات الأكثر إنفاقًا هذا العام وهى تويوتا، مايكروسوفت، سامسونج. وهذا ما يؤكد عدم الترابط بين حجم الإنفاق على الأبحاث والتطوير ونتائج الابتكار.
جدير بالذكر أن بوز آند كومبانى هى شركة عالمية رائدة فى مجال الاستشارات الإدارية تقدّم الدعم للشركات العالمية الكبرى، والحكومات، والهيئات والمؤسسات، واليوم تضم الشركة أكثر من 3300 خبير ومهنى يعملون فى 61 مكتباً حول العالم.