الشاهد والغائب فى رئاسة "عامر" لإجتماعات الصندوق والبنك الدوليين المقبلة
السبت 28 may 2022 03:32:00 مساءً
طارق عامر محافظ البنك المركزي
كتب : محمد بركة
إذا كان شغفك المعرفى يدفعك إلى البحث عن الأسباب التى قادت طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى إلى ترأس الإجتماعات المشتركة لصندوق النقد والبنك الدوليين ومجلس محافظى البنوك المركزية حول العالم ، فأنت مدعو للنظر فى عدد من العوامل التى قادت إلى هذه المهمة رفيعة الشأن ، وحتى يكون "عامر" هو المنوط بذلك.
ربما يتوجب عليك العودة إلى تاريخ لا يعرف تفاصيله الكافة عندما أراد الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى الأسبق أن يعد نائبه فى ذلك الوقت - أصغر نائب لمحافظ البنك المركزى وقتها- و تحديداً فى الفترة مابين عام 2003 و 2005 لمهام قيادة البنك المركزى المصرى ، حينها تقرر أن يكون "عامر" ممثلاً لمصر والبنك المركزى فى عدد من المحافل والزيارات الدولية كان من بينها تجارب معايشة لإتخاذ القرار النقدى فى أوروبا والولايات المتحدة و امريكا الجنوبية صنعت هذه التجارب رصيد "عامر " الدولى والذى تعاظم بمضى السنين.
ايضاً احد اهم اسباب وصول "عامر" لتولى هذه المهمة هو النموذج المصرى الملهم فى الإصلاح الهيكلى و الذى تم تحت إشراف صندوق النقد ، وهو نموذج ليس سهل المنال ان يتحقق فى التجارب الدولية المعاصرة ، فرائد هذا النموذج تمكن من عبور آمن لتداعيات كورونا ويتأهب مجدداً لعبور مماثل لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ، مثل هذا النموذج لا تجده بسهولة فهو يقدم برهان بالدليل القاطع للدول التى تطلب مساعدة الصندوق فى عبور أزماتها، فى ذات الوقت الذى يقدم للشركاء فى مجلس الإدارة ما يكفل استمرار الثقة فى أدوات الصندوق وقدرته ان يكون ملاذاً لحل أزمات التعثر النقدى وتحقيق التعافى الإقتصادى بعد الإختلالات الهيكلية الحادة ..أى نموذج غيره يمكن تصديره فى هذه الأوقات بالغة الدقة التى يمر بها الإقتصاد العالمى .
على أن هناك اسباباً أخرى لهذا الإختيار من بينها الدور الذى تقوم به مصر منذ فترة على الصعيد الإفريقي ومحاولة تطوير السياسات النقدية لدول القارة و بحث فرص إقامة نظام نقدى افريقى يعمل على مواجهة الأزمات وهو ما يحتاج الصندوق والبنك الدوليين إليه لبناء تفاهمات مستقبلية معه فى ظل نظام دولى يتعرض لحالة من الاستقطابات الحادة فى أكثر من اتجاه .
إلى جانب ما تقدم لا يمكن إغفال كون شخصية "عامر" عنصر ترجيح بما يمتلكه من خبرة كبيرة تمتد لنحو عقدين من الزمن فى صناعة القرار النقدى المصرى والإقليمى و معاصرته للعديد من أزمات النظام النقدى العالمى مما يجعل منه مرجعية تستحق هذا التقدير، وعلينا أن ننتظر بكثير من الشغف ما ينتوىان يطرح "عامر" فى هذا المحفل بعد أشهر قليلة.