مازالت تداعيات الضجة التي أثيرت بشأن المكافآت الضخمة التي يمنحها مصرف رويال بنك أوف سكوتلاند "RBS" دائرة في بريطانيا، خاصةً بعد أن كشف البنك عن خسائر بقيمة 2 مليار جنيه استرليني جنيه عن العام الماضي، في الوقت الذي قدم فيه البنك مكافآت بقيمة 785 مليون جنيه لموظفيه.
ويواصل بنك "RBS" تكبد الخسائر التي تزداد برغم تلقيه مساعدات مالية من الحكومة، إذ تكبد خسائر 2 مليار استرليني عن عام 2011 بعد خسارته 1.1 مليار استرليني عن عام 2010.
ودفعت تلك الأجواء المشحونة بمصرف "رويال بنك أوف سكوتلاند" - الذي تملك الحكومة البريطانية 82% منه- نحو إصدار بيان ذكر فيه إنه تلقى خطة إنقاذ بقيمة 45.5 مليار جنيه استرليني إبان الأزمة المالية، وأن المكافآت المالية وصلت قيمتها إلى 390 مليون جنيه موزعة على 17 ألف موظف من المصرفيين الاستثماريين.
وكانت مكافأة المليون جنيه استرليني التي آلت إلى ستيفن هيستر، مديرعام بنك "آر بي أس RBS" الاسكتلندي، قد أثارت جدلًا سياسيًا في بريطانيا، إذ رأى البعض أن مثل هذه المبالغ الضخمة ليس لها مبرر، خاصةً أن بريطانيا والمنطقة الأوروبية بأسرها تشهد أشد الأزمات الاقتصادية.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "يورونيوز"، لا ينظر البريطانيون بارتياح إلى المكافآت العالية جدا هذا العام، خاصةً أنها تتزامن مع قيام الحكومة بالحد من النفقات بسبب إجراءات التقشف الصارمة، فضلًا عن أن تلك المكافآت من شأنها أن تزيد من حدة الفوارق الاجتماعية.
وأبدى مساهمون في البنك انزعاجهم من هذه المكافأة، لاسيما أنهم خسروا الكثير من المال في 2011، وقال أحدهم إن "هيستر" حصل على مبلغ مليون جنيه فوق راتبه السنوي الذي يقدر بمليون ومائتي ألف جنيه.
وذكر المساهمون أنه كان من الأفضل أن توزع المكافأة على المساهمين في البنك أو موظفيه بدلًا من أن يتم منحها لمدير المصرف الاسكتلندي.
جدير بالذكر أن الحكومة البريطاينة أصرت مسبقًا على أن تقلص منحة البنك، بعد أن تم تأميم "RBS" بنسبة تزيد على 80% إثر عملية إنقاذ مالية بسبب الأزمة المالية، وسوف يحصل "هيستر" على أقل من نصف المكافأة التي منحت له العام الماضي، بفعل الانضباط النسبي الذي يعكس الأداء المالي الجيد للمجموعة، التي نجح "هيستر" في أن يحافظ على استقرارها.