أكدت الدكتورة داليا عبد القادر مدير العلاقات العامة في البنك العربي الافريقي على ضرورة ربط استراتيجية النمو وقيمة ربحية المؤسسة بالاهتمام بتنمية مستدامة تحترم المجتمع وتحقق الجودة القصوى.
ويرى العلماء والمحللين أن معدلات النمو التي تحققها المؤسسات حول العالم لن تكون على قدر من الاستدامة مالم يتم الاهتمام بالبيئة والأفراد الذين تتم استنفاذ مواردهم خلال رحلة الشركات في البحث عن الأرباح، هذا المبدأ الذي يتنافى مع الرأسمالية التي لا تنظر إلى القيم وإنما يهمها في المقام الأول تحقيق الأرباح.
وخلال المائدة المستديرة الأولى التي عقدتها مجلة "المصرفى"وناقشت فيها المسئولية الاجتماعية للبنوك، استعرضت "عبد القادر" تجربة البنك العربي الافريقي في قطاع المسئولية الاجتماعية لافتة إلى أن الاعوام التي أولى فيها البنك اهتمامًا بدعم ورعاية المعايير المجتمعية هي نفسها الأعوام التي نجح فيها البنك في تحقيق أرباحًا، ما يعني أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العطاء المجتمعي والقيمة المادية والمعنوية التي يحظى بها البنك نتيجة التزامه بهذه المسئولية.
وشرحت مديرة العلاقات العامة كيف بدأت تجربه مصرفها تجاه المسئولية الاجتماعية محدودة فى مجالى التعليم والصحة ثم إتخذت الشكل المؤسسى عبر إنشاء مؤسسة "وفاءًا لمصر" والتى كان الهدف منها مشاركة مجتمعية مع باقى البنوك والمؤسسات فى المجتمع المصرى، واستعرضت جهود هذه المؤسسة فى مجال الصحة حيث اهتمت بالانفاق على تطوير غرف العناية المركزة والعمليات بمستشفى "أبوالريش" القسم الياباني في 2003، بإستجلاب جهة دولية لمنح إعتماد دولى إستمرت دراساتها 6 شهور حتى يكون التمويل الاجتماعى فى إطار معايير متفق عليها دوليًا، علاوة على الاهتمام بتحديث المعهد القومي لأورام السرطان في 2009.
في هذا السياق، قالت "عبد القادر" إن النمو لا يُقاس بالأرقام أو تحقيق الأرباح والعوائد على حقوق المساهمين، وإنما يجب أن يُقاس بشقيه المادي والمعنوي.
وحددت 6 عناصر لتحقيق فكرة التنمية المستدامة تتمثل فى المساهمين، والعملاء، والمجتمع، والبيئة، والموظفين والشركاء في قطاع الأعمال، بحيث لا يجب الاهتمام بعنصر دون الأخر، لأن التركيز على عنصر بعينه سيؤدي إلى نظرة قصيرة المدى.
ودللت بأمثلة لمؤسسات عالمية إنهارت بسبب تجاهل أحد هذه العناصر، مثل البنوك والمؤسسات التى تضررت من الأزمة المالية العالمية بسبب تجاهل عنصر الحوكمة مثل مجموعة "ليمان برازر" الأمريكية وشركة "بريتش بتروليم" البريطانية التى أغفلت عنصر البيئة وتسببت في حادث التسرب النفطي بخليج المكسيك وخسرت فى شهر واحد 25 مليار دولار لإزالة التلوث البحري، ما جعلها الشركة صاحبة المشروع الأكثر تدميرًا للبيئة في العالم.
جدير بالذكر أن البنك العربى الأفريقى احتل المرتبة الأولى كأفضل مؤسسة مالية للمسئولية الاجتماعية وتنمية الوعى بالاستدامة بمصر وفقًا لمبادرة الاتفاق العالمى التابعة للأمم المتحدة ، كما تم اختياره ضمن 32 مؤسسة عالمية فى الالتزام بمعايير البيئة واتباع نهج وقائى إزاء جميع التحديات البيئية، والمشاركة فى مبادرات من شأنها توسيع نطاق المسئولية عن البيئة.