قررت دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التخطيط لزيادة الإمدادات الغذائية، واستئصال الجوع في المنطقة، وتنسيق التعاون في هايتي، البلد الأكثر عرضة للخطر بسبب انعدام الأمن الغذائي.
جاء هذا القرار ضمن قرارات أخرى توصل إليها مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، الذي اختتم أعماله في نهاية شهر مارس في بوينس آيرس، وأتاح لأول مرة المشاركة الكاملة 30 لمنظمات المجتمع المدني في المداولات.
وشارك في المؤتمر الذي بدأ يوم 26 مارس، ممثلون عن 32 حكومة لمتابعة المبادئ التوجيهية الجديدة لمنظمة الأغذية والزراعة، والتي تتيح لدول المنطقة قدرًا أكبر من المشاركة في تصميم مشاريعها.
وبالإضافة إلى ذلك، ناقش أكثر من 140 ممثلا من 75 منظمة إجتماعية في الإقليم في اجتماع عشية المؤتمر، قضايا الأمن الغذائي في المنطقة، ثم شارك35 منهم في المؤتمر الأممي على قدم المساواة مع مندوبي الحكومات.
وخلال حواره مع وكالة "IPS"، قال أحد ممثلي المجتمع المدني، الأرجنتيني انخيل ستراباثون من حركة الفلاحين من سانتياغو ديل استيرو، إن المنظمات الاجتماعية المشاركة اقترحت تركيز المناقشات على "السيادة الغذائية بدلًا من الأمن الغذائي".
وأفاد مسئول أممي رفيع المستوي أن المشاركين اتفقوا أيضا على الاستمرار في تنفيذ "مبادرة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من دون جوع بحلول عام 2025"، مذكرًا بأنها أول منطقة تتبني هذا الالتزام في العالم أجمع.
ويذكر أن هذه الاستراتيجية انطلقت في غواتيمالا في عام 2005، ومنذ ذلك الحين، شكلت جبهات برلمانية لمكافحة الجوع، واعتمدت ثمانية بلدان عدة قوانين تشدد على الحق في الغذاء كواحد حقوق الإنسان الأساسية.
في هذا السياق، تشير بيانات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التابعة للأمم المتحدة، والتي استعان بها دا سيلفا في المنطقة، إلى أن هناك 120 مليون شخص مكفولين بالأغذية الأساسية من خلال برامج الدولة المختلفة.
ويتعلق الأمر في المقام الأول بمخططات لنقل الإيرادات مباشرة للمنتفعين من خلال أنظمة الضمان الاجتماعي، ومع ذلك فقد ذكر مدير منظمة الأغذية والزراعة أنه لا يزال هناك 53 مليون شخص، أي ما يعادل 10% من سكان المنطقة، يعانون الجوع وسوء التغذية.
ولذلك، اتفق المندوبون والحكومة بشأن الحاجة لزيادة الإمدادات الغذائية وتحسين فرص وصولها وتوزيعها، وكذلك على أن المزارع العائلية يمكن أن تكون جزءًا من الحل.
وطالب دا سيلفا بقدر أكبر من الكفاءة في إنتاج الغذاء، وخصوصًا في استخدام الأسمدة والمبيدات، وإدارة الموارد المائية التي لاتزال غير مستدامة بالقدر الكافي، إذا ما أخذ في الاعتبار أن إنتاج كيلوغرام واحد من الحبوب يستهلك 1،500 لتر من المياه، وكيلوغرام واحد من اللحوم 10 أضعاف هذه الكمية من الماء.
هذا وقد أفادت بيانات منظمة الأغذية والزراعة المندوبين المشاركين في المؤتمر أن هناك 576 هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة، بما يعادل 30% من المجموع العالمي. ومع ذلك، لا يمكن تحملها إدارة بسبب التدهور والتلوث.
كما أكد المكسيكي اليخاندرو فلوريس نافا، مدير منظمة الأغذية والزراعة في الأرجنتين، أن تعيين دا سيلفا كمدير لمنظمة الأغذية والزراعة -وهو أول أمريكي لاتيني يشغل هذا المنصب- قد أكسب المنطقة مكانة بارزة في مناقشات قضايا الأغذية في العالم.
وأكد أيضا أن هناك عاملًا آخر هو أن أمريكا الجنوبية هي "قوة زراعية كبرى، وذات فائض في الإنتاج، مما يساعد بالفعل في توفير الغذاء للعالم أجمع"، وذكر بأنها تحظي بكونها المنطقة ذات "أكبر فرص للنمو" في الإنتاج في العالم.