أوضح صندوق النقد الدولى أنه ملتزم بدعم اقتصادات الربيع العربى، وإن هناك حاجة لمزيد من العمل على صعيد خطته لإقراض مصر 3.2 مليار دولار التى يقول المسئولون المصريون: إنها يجب توقيعها هذا الشهر.
وأوضح صندوق النقد فى تنبؤاته الاقتصادية الإقليمية، التى تصدر مرتين فى العام والتى نقلتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى، أن دولا مثل مصر وتونس نفدت لديها خيارات السياسات من أجل محاربة "تعافى اقتصادى بطيء وممتد" فى ظل الفترة الأطول من المتوقع التى استغرقتها خطوة التحرك من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
وأضاف الصندوق، أن عمليات انتقال السلطة أثقلت عاتق الاقتصادات فى عام 2011، فى الوقت الذى انخفض فيه نمو الناتج المحلي إلى نسبة 2.2 فى المائة، وهو أدنى من المستويات المطلوبة لمعالجة البطالة.
و أوضح الصندوق، أن الدول المستوردة للنفط فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه عامًا صعبًا، فى الوقت الذى تحاول فيه الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي وسط عمليات انتقال السلطة السياسية.
وأشار الصندوق، إلى أن دخول الأفراد تعرضت للجمود أو الانكماش فى جميع الدول المستوردة للنفط ما عدا المغرب، وقال الصندوق: إن أسعار البضائع الآخذة فى الارتفاع دفعت الحكومات إلى زيادة الإنفاق على الرواتب والدعم الحكومى، ففى عامى 2012 و2013 تواجه احتياجات خارجية ومالية تبلغ قيمتها 90 مليار دولار و100 مليار دولار على التوالى.
وفى ظل إنفاق المنطقة لـ200 مليار دولار على الدعم، حث صندوق النقد الدولي الحكومات على تقليل الدعم الحكومي واستبداله بشبكات أمان اجتماعى للفقراء، مشيرًا إلى أن الأغنياء يستفيدون بشكل غير متناسب من دعم الوقود.
ودفع الصندوق أنه ستكون هناك حاجة لتغييرات سريعة فى السياسات لوقف تدهور آخر فى مؤسسات هذه الاقتصادات الهشة.
ونقلت الصحيفة عن مسعود أحمد، المدير الإقليمى، للصندوق قوله "خلال عمليات الانتقال السياسي فى أى مكان آخر يستغرق التعافي الاقتصادي حوالي من عامين إلى ثلاثة ليترسخ"، مضيفا أن السبب فى نزول الناس إلى الشوارع هو شعورهم بأن الاقتصاد لا يوفر الوظائف الكافية والفرص للاستفادة من النمو.
وأشار مسعود، إلى أن تحديث الاقتصاد هو أجندة حقيقية تتمثل فى زيادة الإنتاجية وخلق شبكات أمان حديثة - وليس دعم يستهدف أغراض معينة - وتحسين بيئة التجارة وتوفير البنية التحتية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن البطالة لاتزال قضية مهمة للمنطقة والأكثر إلحاحًا للدول المستوردة للنفط، حيث إن تونس على سبيل المثال شهدت تزايد البطالة من حوالي نسبة 13% فى عام 2010 إلى 19 فى المائة فى عام 2011، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يزداد الفائض الحسابي الحالي، الذى تضاعف إلى 400 مليار دولار فى عام 2011، بصورة أكبر هذا العام والعام المقبل.
وقال الصندوق، إن الإنفاق الحكومى تزايد بصورة درامية فى الخليج على مدار الأعوام الأربعة الماضية حيث دعمت قطر الإنفاق العام بنسبة 84 فى المائة والبحرين 64 فى المائة والإمارات 52 فى المائة وعمان 46 فى المائة.