سجّلت الأسهم الأوروبية تراجعًا للأسبوع الثاني بعد الانتخابات غير الحاسمة التي شهدتها اليونان وتركت الأحزاب السياسية في صراع على تشكيل الحكومة، مما أدى إلى ازدياد التكهنات حول إمكانية فشل أثينا في تنفيذ الإجراءات التقشفية.
وهبط مؤشر "ستوكس يوروب600" بنسبة 0.4% ليصل إلى 251.97 نقطة في الأسبوع الماضي وقد تراجع المؤشر إلى أدنى مستوياته في 4 أشهر في 9 ماليو الماضي قبل أن يرتفع بنحو 0.9% في اليومين اللاحقين.
وانخفض المؤشر بنسبة 7.5% منذ أن بلغ أعلى مستوياته في 16 مارس الماضي إثر تنامي القلق من أن منطقة اليورو قد تنهار وإن نمو الاقتصاد الصين قد يأتي أدنى من التوقعات.
وقال "هنريك دريسبجيرج" الخبير الاستراتيجي ببنك "نورديا" في كوبنهاجن، إن المستثمرين بدأوا في التساؤل عما قد يحدث إذا غادرت إحدى الدول منطقة اليورو التي كان من المفترض أنها كتلة صلبة، وأوضح أن المخاطرة تكمن في استخدام موارد ضخمة للسيطرة على أسعار الفائدة في إيطاليا وأسبانيا اذا غادرت اليونان الاتحاد النقدي.
وفي أسواق المال الإقليمية، تراجعت 9 من 18 سوقًا للأسهم في غرب أوروبا بالأسبوع الماضي، وهبط مؤشر الفاينانشال تايمز100 لأسواق المال البريطانية بنحو 1.4%، كما فقد مؤشر "كاك40" الفرنسي 1% من قيمته، بينما ارتفع مؤشر داكس لبورصة المانيا بنحو 0.3%، وانخفض مؤشر "ASE" للأسهم اليونانية بنسبة 11% ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 1992، وفقًا لبلومبرج.
وفي اليونان، اتجه الناخبون إلى الأحزاب المضادة لخطط التقشف في الانتخابات، وفاز حزب الديمقراطية الجديدة بنسبة 19% من إجمالي التصويت و108 مقاعد من إجمالي 300 في البرلمان، وجاء حزب باسوك الاشتراكي الذي أمن خطة الإنقاذ الثانية لليونان في المركز الثالث، في حين جاء حزب سيريزا وهو تحالف من الأحزاب اليسارية التي تعهدت لإلغاء شروط الإنقاذ في المركز الثاني.
ودفع المأزق السياسي في اليونان احتمالية إقامة انتخابات أخرى في وقت مبكر من الشهر القادم، وأشعلت هذه الأزمة قلق أوروبا حول قدرة اليونان على الإيفاء بشروط خطتي الإنقاذ كما جددت المخاوف حول ترك اليونان لليورو.
وقادت أسهم شركات التعدين الخسائر في الأسواق الأوروبية، حيث هوت أسهم كل من شركة "بي إتش بي بيلتون" و"ريو تينتو" بنسبة 2.8% و2.3% على التوالي، وكانت أسهم شركات الموارد الأساسية هي الأسوأ أداء في مؤشر ستوكس600 مع هبوط أسعار النحاس في بورصة لندن للأسبوع الثاني.