عُقِدَ المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية المصرية للأمراض المتوطنة والمعدية والطفيليات على مدار يومين من 27 إلى 29 يونيو بالإسكندرية بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين في مجال الجهاز الهضمي من مصر والدول العربية وبعض الدول الأوروبية. وناقش المؤتمر علاج أمراض الكبد خاصة الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" وسرطان الكبد وتأثير وأهمية المعمل في تشخيص ومتابعة الحالات، كما ألقى المؤتمر الضوء على التحديات والأخطاء التي تواجه علاج مريض فيروس "سي" في مصر.
وأكد الدكتور حلمي أباظة، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الإسكندرية ورئيس المؤتمر، أن مصر مازالت تحتل المرتبة الأولى عالميًا من حيث معدلات الإصابة بفيروس "سي"،وأشار أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية (2011) إلى أن نسبة الإصابة تصل لحوالي 22%، كما أكد التقرير أن الفيروس يصيب حوالي 165.000 شخص في مصر سنويا، وقال أباظة "لقد ضاعفت وزارة الصحة جهودها خلال السنوات الماضية للقضاء على فيروس "سي" الذي يظل مشكلة قومية وقنبلة موقوتة لا يجب الاستهانة بها، فيجب أن يكون لهذا المرض أولوية قصوى لدى الحكومة الجديدة، كما نوصي الوزارة بضرورة إعادة تقييم برنامج علاج فيروس "سي".
ومن جانبه قال الدكتور يسري طاهر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الإسكندرية ومقرر المؤتمر"إنه بالرغم من معدلات الإصابة المؤسفة، تصل نسبة الشفاء التام إلى 65% بالأدوية المعتمدة دوليًا، مما يُمثل بارقة أمل تدعونا إلى التفاؤل، ولذلك نناشد أساتذة الكبد والجهاز الهضمي باستخدام تلك الأدوية وعدم التسبب في انتظار المريض وتأخر بدء العلاج من أجل أدوية مازالت قيد التجربة ولم يتم التأكد من أنها تناسب المرضي المصرين".
وأضاف طاهر قائلا: "من أمثلة تلك العقاقير مثبطات إنزيم " البروتيز" والتي مازالت قيد التجربة ولم يتم بعد التأكد من فاعليتها في علاج مرضى النوع الجيني الرابع الأكثر شيوعًا في مصر، بالإضافة إلى آثارها الجانبية الشديدة التي قد تُهدد حياة المريض في بعض الأحيان، ولا تستخدم هذه العقاقير إلا بالإضافة إلى العلاج الثنائي الإنترفيرون والريبافيرين لرفع نسبة الشفاء ومنها عقارا (تيلابريفير) (وبوسيبريفير)".
وأكد الدكتور يحيي الشاذلي، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس، ضرورة أن تشترط وزارة الصحة خضوع أي عقار جديد قبل تسجيله لكافة الدراسات التي تثبت كفاءته طبقًا للمعايير العالمية.
وأضاف الشاذلي، أنه يجب أن يكون العقار معتمدًا من جهتين عالميتين على الأقل مثل منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMEA) قبل تسجيله محليًا، وذلك للتأكد التام من مطابقته جميع المعايير والشروط الأساسية في مراحل تطوير العقار.
وطالب الدكتور جمال شيحة، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب جامعة المنصورة ورئيس جمعية رعاية مرضى الكبد المصرية لأصدقاء مرضى الكبد، وزارة الصحة من أجل استكمال مسيرتها العظيمة في القضاء على فيروس "سي"، وذلك من خلال توفير الأدوية المعتمدة والمتفق عليها دوليًا فقط، وتتمثل في العلاج الكلاسيكي المزدوج (عقار peginterferonألفا، بالإضافة إلي عقار ريبافيرين).
ويعد هذا العلاج الأمثل لحالات الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" المزمن، خاصة النوع الجيني الرابع.
وقد خضع هذا العلاج لتجارب ودراسات في مصر لمدة تزيد على عشر سنوات.