علي جمعة يدعو وسائل الإعلام للتعامل مع الإساءة للأديان بالحكمة
السبت 22 september 2012 01:06:08 مساءً
كشف الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، عن أسباب تأجيج الصراع بين الغرب والمسلمين، خاصة بعد نشر الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم مؤخراً، فى مقال نشرته له وكالة رويترز، في إطار حملة دار الافتاء للتعريف بالنبى فى أمريكا وأوروبا، وقال إن الأزمة الحالية هي نتاج عدة عوامل معقدة، لا يمكن حصرها فى مجرد نشر الأفلام والرسوم والكتابات المسيئة التي يقوم بها بعض المتطرفين فقط، "فهذا ضرب من السذاجة"؛ مؤكداً على ضرورة وضع نقاط الخلاف الأساسية فى الاعتبار.
ولفت جمعة إلى أن من العوامل الأساسية التي تمنع التعايش والتقارب بين الإسلام والغرب، عدم كشف النقاب عن الانتهاكات السافرة المتعلقة بالحرب على العراق، والهجمات المنتظمة المتعاقبة في أفغانستان وباكستان، وطريقة معاملة الأبرياء من المسلمين في جوانتانامو، وكذلك العنف المستمر منذ عقود في فلسطين، إضافة لوجود محاولات منسقة لتهميش مسلمي أوروبا من خلال حظر الحجاب وحظر المآذن وغيرها من الرموز المسلمة، في الوقت الذي نرى فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا تشوه دائماً صورة مواطنيها من المسلمين وتعتبرهم دخلاء غير مرغوب فيهم.
وأكد جمعة أن الإصرار على تأجيج وإشعال تلك التوترات المتمثل في نشر مواد مؤذية ومهينة في محاولة متهورة من التبجح، يأتى تأكيدا على تفوق الحريات الغربية المزعومة على العقلية المسلمة، وهذا عين التحريض من قبل المتطرفين في الغرب. وشدد على أنه من بين كافة المقدسات المسلمة، لا يوجد ما هو أقدس من شخص النبي مُحمد ذاته، ولا نبالغ إن قلنا إن المسلمين يحبون النبي أكثر من أنفسهم كما وصف القرآن ذلك، ولذلك فإن الغالبية العظمى من المسلمين لا يطيقون أن يتم التعد بصورة غير لائقة على هذا النبي الذي يحبونه بشدة بل هو جزء لا يتجزأ من هويتهم".
وأوضح المفتى في مقاله، أن أول خطوة لحل تلك الأزمة هو أن يسمع كل منا الآخر بقلب مخلص مفتوح، وأنه لا يمكن أن تقوم المجتمعات الغربية بوضع معايير لحرية التعبير ثم تفرضها على باقي المجتمعات". وأهاب بوسائل الإعلام الغربية أن تمارس المسؤولية فيما تنشره، لأن مثل هذه الاستفزازات تعزز فقط من التكتلات المتطرفة في العالم، وعلى المسلمين ألا يعيروا أي اهتمام لهؤلاء المهمشين الذي يحاولون نشر الكراهية، وألا يسمحوا لتلك الأحداث أن تفسد العلاقات القائمة منذ زمن بعيد مع مختلف الطوائف المسيحية في مصر.