ارتفعت أسعار الذهب مسجلة مستوىً قياسيًا عند 1421.40 دولارًا للأوقية، ليكون عام 2010 هو العام العاشر على التوالي الذي ينهيه المعدن الأصفر على ارتفاع إثر زيادة الطلب على المعدن كملاذًا آمنًا للاستثمار وسط تصاعد أزمة الديون السيادية في المنطقة.
وأمتد الطلب على المعادن الثمينة ليشمل الفضة، التي أنهت عامها المالي 2010 كذلك على ارتفاع عند مستوى قياسي لم يصل إليه المعدن منذ أكثر من 30 عامًا.
وذكرت وكالة "بلومبرج"، أن العقود الآجلة للذهب ارتفعت بنسبة 30% خلال 2010، لتقفز إلى مستوى تداول يومي قياسي عند 1432.50 للأوقية في السابع من ديسمبر الماضي، وسط تصاعد أزمة الديون في منطقة اليورو، كما كان لإبقاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة عند مستويات منخفضة وشراؤه لأذون الخزانة لإنعاش الاقتصاد في 2010 أكبر الأثر في زيادة الاقبال على الذهب باعتباره مخزن للقيمة وملاذًا آمنًا للاستثمار.
وفي 2010، ارتفعت الفضة بنسبة 84%، لتستحوذ على كبر المكاسب محتلة المركز الثاني بين 19 سلعة يشملها مؤشر "تومسون رويترز /جيفيرز" لقياس السلع.
من جهته قال "توم وينميل" المحلل في نيويورك إن الذهب "أبلى بلاءً حسنًا" خلال العام الماضي بسبب سياسات الحكومات التي أظهرت مستويات قياسية من العجز في الميزانية وتخفيض أسعار الفائدة والعجز الواضح على ضبط النظام المالي، لافتًا إلى أن السياسة النقدية التي تنتهجها الولايات المتحدة ستفضي إلى تخفيض في قيمة العملة الأمريكية "الدولار"، كما أن العديد يترقب عن كثب الدولة التالية التي ستعلن عن أزمة في اقتصادها بمنطقة اليورو.
وفي بورصة "كومكس" بنيويورك، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 1.1% بما يعادل 15.50 دولارًا.
وقال "لي نينج" المحلل في "تشاينا انترناشيونال فيوتشرز شانغاهاي" إن الذهب سيواصل ارتفاعه العام المقبل، مع تزايد الضغوط التضخمية وضعف قيمة العملات، مشيرًا إلى أن الاقتصاد العالمي في طريقه نحو التعافي، ولكن نظرًا لسيادة حالة من عدم اليقين، يرتفع لجوء المستثمرين للذهب كملاذًا للاستثمار في منأى عن التقلبات السعرية المتفاوتة.
وبالنسبة للفضة، فقد ارتفعت العقود الآجلة تسليم مارس بنسبة 1.4% بما يوازي 42.4 سنتا لتستقر عند 30.937 دولارًا للأوقية، بعد أن سبق وقفز سعر الأوقية عند 30.975 دولارًا وهو أعلى مستوى للمعدن منذ مارس 1980.
كما صعدت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم مارس بنحو 17.10 دولار بنسبة 2.2% لتقف عند 803.30 دولارًا للأوقية، في بورصة "نيويورك للسلع"، وارتفعت أسعار العقود الآجلة للبلاتنيوم تسليم أبريل بحوالي 28.90 دولارًا بنسبة 1.7% مستقرة عند 1778.20 دولارًا للأوقية، ليحقق المعدن مكاسب بنسبة 21% خلال 2010.