أكد العالم المصري الدكتور ماجد أبو غربية عميد شئون الأبحاث وأستاذ الكيمياء الطبية ومدير مركز ابحاث اكتشاف الادوية في كلية الصيدلة بجامعة تمبل، فيلادلفيا، بنسلفانيا، ان مصر ليست على خريطة البحث الدوائي ، كما لا يوجد لديها صناعة دواء قائمة على الابحاث والابتكار، ويقتصر دورها طوال الاعوام الماضية على صناعة الادوية المثيلة التى لا تحتاج الى ابحاث جديدة .
ولفت أبو غريبة الى أن الالتهاب الكبدى سى على سبيل المثال تصل نسبتة الى 20٪ فى مصر وهو رقم ضخم ومع ذلك لا تقوم شركات الدواء المصرية باجراء ابحاث على النوع الرابع المنتشر فى مصر وهو امر لابد من تغيره فورا نظرا لان هناك 47 دواء جديد تحت التجارب لفيروس سى من النوع الثانى المنتشر فى اوروبا وسيتم انتاجهم، ويكتفى بان تجرب تلك الادوية لكشف فاعليتها على النوع الرابع المنتشر فى مصر، كما ان السكر منتشر فى مصر ولابد من اجراء ابحاث على المرض للتعامل معه والحد من انتشاره، جاء ذلك فى كلمته خلال الاحتفال بمرور 50 عام على شركة فايزر مصر.
واشار ان تراجع الابحاث الدوائية فى مصر بل وعدم وجودها يعود الى المقولة الشهيرة " هما المصريين فئران تجارب " لافتا الى ان الكثير من الدول الناهضة تجرى تجارب اكلينيكية بشكل دائم على مواطنيها حيث انه يوجد اخلاقيات للبحث العلمى متبعه عالميا، مشيرا انه بدون التجارب والمرضى لا يمكن انتاج دواء لعلاج الامراض، وضرب مثلا بانه لا يمكن لاى دواء ان ينجح فى القضاء على فيروس سى من النوع الرابع المنتشر فى مصر بدون تجربته على المصريين، وفى دولة الصين عندما يعتمد دواء ويتم تداوله لابد وان يكون تم تجربته اكلينيكيا على الصينيين.
واوضح ان تقدم البحث الدوائى فى مصر يبدأ من ترسيخ الثقة فى استطاعتنا اجراء تلك الابحاث خاصة وان لدينا كوادر وعقول تستطيع ان تقوم بذلك وعلى اعلى مستوى ولكن المناخ المصرى لا يدعم ولايشجع العلماء فى جميع المجالات مما يتطلب ضرورة تغير تلك السياسة فورا، كما يجب توفير الموارد اللازمة عن طريق القطاع الخاص و ليس الحكومى، كما لا يجب استعجال الربح حيث ان الابحاث تستمر من 10 الى 15 سنة، مشيرا الى ان تكلفة الدواء الواحد تتراوح ما بين مليار الى مليار ونصف دولار ، لافتا الى انه يمكن اجراء الابحاث على مراحل، كما يمكن ان يتم التفكير فى ابحاث الدواء التى تدر ربح على المدى البعيد، لافتا الى ان مجموع الادوية التى تم انتاجها للامراض المختلفة من بداية اكتشافها لم يتعدى 1600 دواء.
ومن ناحية اخرى تحدث الدكتور احمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس مركز بحوث و تدريب منظمة الصحة العالمية فى كلمته "الأفق المستقبلي للتعليم في مصر " ان الدول تصنف طبقا لدرجة الرخاء التى تتمتع بها مشيرا الى ان التعليم هو اول محاور تقييم الرخاء وياتى من بعده بالترتيب الاقتصاد، والفرصة والريادة، والحوكمه، والصحة، الحرية الشخصية، الأمن والسلام، رأس المال الاجتماعي، لافتا الى ان النرويج تاتى فى الدول حسب مؤشر الرخاء يليها الدانمارك وتاتى امريكا فى المرتبة الـ 12 وبريطانيا الـ 13 ، وفرنسا الـ 21 واخرهم مالتا فى المرتبة الـ 25
وأوضح انه لا يمكن بناء الاقتصاد و الزراعة و الامن و المرور او القمامة دون تعليم، مشيرا الى ان مصر تعيش يوم بيوم دون استراتيجية علمية، مؤكدا ان البحث العلمى فى علوم التكنولوجيا والنانو اصبح الاساس فى كل الصناعات فى العالم، وان 70% من اقتصاد العالم يعتمد على التكنولوجيا الحديثة.
وأشار الى ان اول جمله قالها اوباما بعد انتخابه للمرة الثانية رئيسا لامريكا .. الاولوية عندى التعليم.. لان التعليم فى امريكا اقل من الصين واوروبا وكوريا الجنوبية واليابان.
واضاف بانه لا يمكن ان نتحدث عن نهضة فى مصر دون تطوير التعليم ، الذى لا يشجع حاليا على الابداع لانه تعليم تلقين، مشيرا الى ان جملة الزعيم " نهرو " المشهورة.. نحن دولة فقيرة ونحتاج ان ننهض فالتتجه كل اموال الدولة الى التعليم ..
وأوضح "عكاشة" انه ليس صحيحا أن الوضع العلمي لمصر و العالم العربي وضع مقبول. ذلك أن العالم العربي قد بات في أدنى درجات السلم الدولي للعلم، و لا تقارن إسهاماته بأى إسهام لمنطقة أخرى فاعلة في العالم. فنسبة الأمية تزيد على 50 %، و تزيد النسبة بين السيدات إلى أكثر من 60% في بعض البلدان وهي من أعلى النسب في العالم، إذا أستقر في الوجدان أن التعليم والبحث العلمي يمثلان المداخل الأساسية للتنمية البشرية والاقتصادية فيجب أن: يحظيا بالأولوية الأولى في أي مشروع قومي للدولة وان تسخر لهما كافة الإمكانيات اللازمة ، وهو ما يتطلب شجاعة من صانع القرار السياسي، بالإضافة إلى تفهم وتقبل أفراد الشعب لما يحيط به من صعوبات وما يستلزم من تضحيات في سبيل تحقيقه
وقال "سام ازولاي"، المدير الطبي بشركة فايزر العالمية ان الاتجاه الحديث في البحث الدوائي يركز على اكتشاف الادوية لمواجهة الامراض المستعصية في وقتنا الحالي مثل السرطان، امراض اختلال الجهاز المناعي، و الامراض المعدية و الامراض العصبية مثل مرض الزهايمر و الذي لا يوجد له اي دواء حتى الان. و اوضح انه جاري الان الابحاث الدوائية على مرض الزهايمر بهدف التوصل الى لقاح للوقاية من المرض قبل الاصابه به، و قد يعد هذا اللقاح ثورة في العالم اذا ما اجتاز التجارب الاكلينيكية و اثبت فاعلية و امان الاستخدام.