خلص الباحثون في البنك الدولي إلي أن الموارد المائية الحالية في منغوليا قد تستمر طيلة 10 إلى 12 عامًا، ما لم يتم العثور علي مصادر مائية إضافية على الفور، حيث تم احتساب تلك المدة علي أساس توقعات العدد الإجمالي للمناجم الواقعة فيها.
فاستهلاك المياه في كل منجم بمنغوليا تجاوز أكثر من ضعف جميع الماشية في المنطقة بأسرها.
وأصبح منجم "اويو تولجوي" للنحاس والذهب في صحراء غوبي في منغوليا الجنوبية رمزا لأزمة خطيرة تلوح في الأفق، الأمر الذي يهدد على نحو خطير حياة الأهالي المحليين وسبل معيشتهم.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "IPS"، يعتبر "اويو تولجوي" واحدا من أكبر مناجم النحاس في العالم، واجتذب كبار المستثمرين على مر السنين -من روبرت فريدلاند من "إفانهوي كابيتال كوربوريشن" إلى "ريوتينتو للتعدين" العملاقة- بملكية الحصة الأكبر من الاستثمارات، في وقت تسيطر فيه الحكومة المنغولية علي مجرد 34% من المشروع.
وتشعر المجتمعات المحلية بالقلق العميق من أن تأتي أولوية عائدات مشاريع التعدين علي حساب سبل معيشتهم بل وحتي حياتهم، محذرة من أنها سوف تزيد من حدة نقص المياه في المنطقة، كمبرر لقلق الأهالي ومخاوفهم من أن تتمادي السلطات في منح تراخيص التعدين حتي علي حساب إحتياجاتهم من المياه وسبل معيشتهم، تكفي الإشارة إلي أن أنشطة التعدين تعتبر مربحة للغاية من الناحية الإقتصادية.
فعلي سبيل المثال، يقدر أن منجم "أويو تولجوي" وحده سوف يساهم بنحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي لمنغوليا عندما يبدأ تشغيله في عام 2013.
ويذكر أيضا أن عملية استخراج النحاس تستهلك حصة عالية من المياه، ما يبرر قلق الأهالي المحليين.
فقد وجد تقييم البنك الدولي أن منجم "أويو تولجوي" وحده قد إستهلك في عام2010 نحو 67 ألف مترًا مكعبًا من الماء يوميًا، في حين إستهلكت مناجم الفحم التابعة للدولة "تافان تولوجوي" 76 ألف مترًا مكعبًا يوميًا في نفس السنة.