استطاعت شركة "التحرير للبتروكيماويات" أن تثير اهتمام البنوك المحلية وكذا عدد من مؤسسات التمويل الدولية خلال اكتوبر بطلبها تمويل دولارى ضخم يقدر بنحو 2.6 مليار دولار ، وقد حددت الشركة شريحة تقدر بنحو 500 مليون دولار سيتم تسويقها على البنوك المحلية بينما تعمل الشركة على الحصول على القيمة الأكبر من التمويل من مؤسسات دولية ، واستطاع القرض نظراً لقيمته الكبيرة ، والاهتمام الذى أبدته البنوك تجاهه لاسيّما البنك "التجارى الدولى" والبنك "الأهلى" أن يحصل على لقب قرض الشهر خلال اكتوبر وذلك طبقاً لتقرير أعدته مجلة"المصرفى".
وطبقاً لمسئولين فى البنك "التجارى الدولى" فإن البنك يدرس الاكتتاب فى الشريحة المسوقة محلياً من القرض بقيمة تتراوح بين 120 و200 مليون دولار ،كذلك فقد تردد خلال الشهر أن البنك "الأهلى" وافق بشكل مبدئى على المشاركة فى القرض ويعكف على دراسة قيمة الحصة التى سيكتتب فيها، فيما تتفاوض الشركة التابعة لشركة الكربون القابضة مع عدة بنوك أخرى لتغطية الشريحة الخاصة بسوق التمويل المحلى ومن أبرز هذه البنوك "مصر" و"عوده".
ويسعى البنك "التجارى الدولى" إلى زيادة حصته السوقية من قروض الشركات سيّما وأنه يتمتع بحجم سيولة مرتفع يمكنه من التوسع بالشكل المناسب ، وكشفت نتائج أعمال البنك "لتجاري الدولي- مصر" المجمعة خلال التسعة أشهر الاولي من 2012 ، تحقيق أرباح بلغت 1.639 مليار جنيه مقابل أرباح بلغت 1.065 مليار جنيه خلال الفترة المماثلة من العام السابق، بنمو قدره 54%.
وتزداد أهمية صناعة البتروكيماويات عالمياً وهو ما جعل وزارة "البترول" والحكومة بصفة عامة تضع خطة طويلة الأجل لزيادة الانتاج المحلى من هذه الصناعة وتستهدف الخطة توفير 15 مليار دولار للدولة سواء من خلال التصدير أو إحلال واستيراد منتجات بتروكيماويات من الخارج ، مع توفير 100 ألف فرصة عمل منه 10 آلاف مباشرة، وذلك خلال الفترة من 2002 وحتى 2022 .
وللمشروعات الكيماوية أهمية كبيرة ،وتستهدف خطة الدولة تعظيم القيمة المضافة للخامات والثروات البترولية، وفتح آفاق للآلاف من فرص العمل، باعتبارها مشروعات تقوم عليها العديد من الصناعات التكميلية لإنتاج المنتجات النهائية من البتروكيماويات بدلاً من استيرادها من الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلى ،وتصل استثمارات تلك 20 مليار دولار وتشمل 14 مشروع مجمعات عملاقا للبتروكيماويات لإنتاج 20 مليون طن سنويا منتجات وسيطة أو نهاية شاملة الامونيا واليوريا.
وتستخدم شركة "التحرير للبتروكيماويات" التمويل لإنشاء مجمع للبتروكيماويات فى العين السخنة بتكلفة استثمارية تصل إلى 3.7 مليار دولار توفر منها الشركة 30% كتمويل ذاتى و70% من القروض التى يشارك فيها بنوك عالمية مثل بنك "الصادرات والواردات الأمريكى" و"الهيئة الكورية للتجارة" وبنك "الصادرات والواردات الكورى" ،إضافة إلى البنوك المحلية.
واستطاعت صناعة البتروكيماويات الصمود فى الفترة الماضية واستمرت الشركات فى تنفيذ مشروعاتها المخططة فى مصر وفقا لبرامجها الزمنية برغم حالة عدم الاستقرار، ويعد المشروع المزمع إقامته أحد أهم المشروعات البتروكيماوية حيث سيقام على مساحة 2 مليون متر مربع ويتكون من وحدة تكسير النافتا على الطراز العالمى بطاقة إنتاج سنوية 3.5 مليون طن، حيث يتم من ناتج عملية التكسير تصنيع منتجات متنوعة من البتروكيماويات توجه للاستهلاك المحلى والتصدير، بطاقة إنتاج سنوية 1.3 مليون طن بولى إيثيلين، و662 ألف طن بروبلين، فضلاً عن 414 ألف طن بنزين حلقى، و214 ألف طن بوتادين.
ومن المتوقع أن يصل حجم العمالة للمشروع خلال مرحلة الإنشاءات ما يقرب من 20 ألف موظف بالإضافة إلى 100 ألف عمالة غير مباشرة ، الجدير بالذكر أن مشروعات البتروكيماويات لاقت اهتماماً كبيراً فى الفترة الأخيرة من جانب كثير من دول العام وعلى رأس هذه الدول كوريا التى أصبحت تقوم بتصدير منتجات بـ360 مليار دولار سنويا 40% منها منتجات بتروكيماوية.