أصدر الشيخ أحمد عشوش، منظر السلفية الجهادية فتوى "بتحريم المشاركة في الاستفتاء (سواء بنعم او بـ لا)
وجاء مختصر نص الفتوى للشيخ على النحو التالي: من جعل التشريع لغير الله فقد كذب وأشرك وكفر بآيات الله عزّ وجل، والشرك لا يمكن الإجابة إليه إلا تحت الإكراه، فليس هناك مبرر لأن يرتكب المسلم هذا الشرك الصريح بأي حجة كانت إلا في حال الإكراه الملجئ فقط، لقول الله عز وجل "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿106﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿107﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿108﴾ لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿109﴾" سورة النحل الآيات 106-109.
فإن الجدال بالباطل، والمراء في الحق لا ينفع صاحبه لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأولئك الذين أتقنوا فنّ الجدال بالباطل، والمراء بالكذب سيبقى ذلك ديدنهم حتى يلقوا الله عزّ وجل إلا من تاب منهم، لقول الله عزّ وجل "يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" سورة النحل (111).
فحسبكم يا دعاة الديموقراطية هذه الآية العظيمة، وتلك العاقبة الوخيمة، ويا دعاة الإسلام السياسي، هذه الديموقراطية شرك وجاهلية وإباحية، فاتقوا الله عز وجل وتوبوا إليه تفلحوا، وإياكم واللعب بدينكم، فأقل ما في اللعب بالديموقراطية أنكم جعلتم شرعية الإسلام موقوفة على إرادة الجماهير بين فريقين أولهم يكفر بالله جهرًا، وهم العلمانيون، وثانيهم يلعب بدينه مداهنة للعلمانيين، وبينهم ضاعت حقائق الإسلام، وليس هذا ما أمركم الله عزّ وجل به، فلقد أمرنا الله نحن المسلمين بالعدل والإحسان، ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي واتباع سبل المضلين.
فأي منكر أعظم من الشرك بالله واتخاذ الشعب ندّا لله عزّ وجل، وإفراد الشعب بحق التحليل والتحريم، لا تنقضوا أيمانكم بعد توكيدها، أوفوا بعقد الإسلام، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، فتزل أقدامكم إلى النار، لا تصدّوا عن سبيل الله عزّ وجل بهذا الدستور الشركي، فتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله، أيها اللاعبون بدينكم لا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا لا يلبث أن يزول، ويبقى ما صنعتم وروّجتم من شرك في ميزان ضلالكم إلى يوم القيامة مضافا إليه من أضللتم من المسلمين لا ينقص ذلك من جرمكم شيئا، لقول الله عزّ وجل "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿91﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿92﴾ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿93﴾ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿94﴾ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿95﴾" سورة النحل 90-95.