شهدت تعاملات، أمس الأربعاء، بسوق العملات الأجنبية، تراجعًا ملحوظًا للدولار الأمريكى أمام منافسيه على إثر بيانات أمريكية سلبية لاقتصاد أمريكا دافعًا لاستمرار صعود العملات الرئيسية مقابل الدولار الأمريكى، مما انعكس على أداء اليورو الذى كسر حاجز 1.35 دولار للمرة الأولى منذ 14 شهرًا، بينما حافظ الجنيه الإسترلينى على صعوده لليوم الثانى على التوالى، وتراجع الين مقابل الدولار الأمريكى محققًا مستويات أدنى لم تتحقق منذ عامين و نصف العام.
وقد عزز من خسائر الدولار أمام منافسيه ما أسفر عنه اجتماع الاحتياطى الفيدرالى من الإبقاء على سعر الفائدة كما هو دون تغيير، مع استمراره فى خطط التيسير الكمى التى أقرها سبتمبر الماضى.
وعلى الرغم من تخلى اليورو عن مكاسبه أمام الدولار عند أعلى مستوياته فى 14 شهرًا عند 1.35 دولار، فإنه أنهى تعاملات أمس على ارتفاع لليوم الثانى على التوالى بنحو 0.55% مسجلاً خلال التداولات مستوى قياسيًا 1.3586 دولار مدعومًا بتحسن الثقة فى اقتصاد منطقة اليورو بأكثر من المتوقع فى مختلف القطاعات فى يناير فى إشارة إلى أن الاقتصاد بدأ يخرج من ذروة هبوطه فى الربع الأخير من 2012.
بينما واصل الإسترلينى لليوم الثانى على التوالى الصعود مقابل الدولار الأمريكى مرتفعًا 0.25% مع نهاية جلسات الأمس، جاء هذا الصعود بعد ثبات التداولات أعلى مستوى 1.5674 وهو الأدنى لتداولات آخر خمسة أشهر، بالإضافة إلى البيانات الجيدة لاقتصاد بريطانيا.
بينما سجل الين بالأمس السعر الأدنى له مقابل الدولار الأمريكى فى عامين و نصف العام تقريبًا عند 91.40 ين، ليحقق الين نسبة تراجع 0.42% مع نهاية جلسات الأمس، مدعومًا باتساع الفارق بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية والسندات الحكومية اليابانية وسط توقعات بمزيد من التيسير النقدى باليابان فى الشهور المقبلة.
ولليوم الخامس على التوالى يصعد الفرنك السويسرى مقابل الدولار الأمريكى مرتفعًا نسبة 1.1% مع نهاية جلسات الأمس، يأتى مدعومًا من بيانات سلبية لاقتصاد أمريكا.
وعلى صعيد المفكرة الاقتصادية فقد ارتفع مؤشر المفوضية الأوروبى عن الثقة فى الاقتصاد إلى 89.2 نقطة فى يناير من 87.8 نقطة فى ديسمبر كانون الأول متخطيًا توقعات السوق بأن يسجل 88.2 نقطة.
كما سجل الناتج المحلى الإجمالى فى أسبانيا فى الربع الرابع -0.7% أقل من التوقعات -0.6% و أسوأ من القراءة السابقة -0.3%.
وفى أمريكا جاءت البيانات السلبية للاقتصاد الأمريكى ليزيد من الضغوط على الدولار فصدر الناتج المحلى الاجمالى الامريكى فى الربع الرابع بالرقم -0.1% أقل من التوقعات التى أشارت إلى 1.1% و أسوأ كثيراً من القراءة السابقة المعدلة 3.1%، فضلاً عن قرار الفيدرالى الامريكى بالإبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المنخفضة 0.25%، و استمرار العمل بسياسات التخفيف الكمى أو التيسير الكمى لإنعاش سوق العمل الأمريكي.
بينما سجل صافى الإقراض إلى الأفراد فى بريطنيا الذى جاء مرتفعاً 1.7 B أفضل من التوقعات التى أشارت إلى 0.9 B وأفضل من القراءة السابقة -0.1 B، فضلا عن موافقات على قروض العقارية بالرقم 56الف أفضل من القراءة السابقة 54 ألفًا وأفضل من التوقعات التى كانت تشير إلى 55 ألفًا، وسجل المعروض النقدى M4 السنوى بالرقم 0.7% أفضل كثيراً من القراءة السابقة -0.2% وأفضل من التوقعات التى كانت تشير إلى 0.2%.
وفى سويسرا سجل مؤشر KOF لقياس الاقتصاد السويسرى بالرقم 1.05% أقل من المتوقع 1.21% و أسوأ من السابق 1.29%.
وفى الشق التقنى لامس الجنيه الإسترلينى مقابل الدولار مستوى 1.5820 وتوقف عنده وعن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم الخميس بين الدعم 1.5690 والمقاومة 1.5960
كسر الدولار الأسترالى مقابل الدولار الأمريكى مستوى 1.0440 مدفوعًا نحو 1.0365،متوقعًا ميلًا هابطًا هذا اليوم على أن تتم مراقبة تصرف السعر عند المستوى المذكور، حيث إن كسره سيدفع بالزوج نحو مزيد من الانخفاض والذى قد يذهب نحو 1.0215، فى حين أن اختراق مستويات 1.0485 ثم 1.0530 سيعيد السعر إلى المسار الصاعد المكسور، أما عن نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين الدعم 1.0300 والمقاومة 1.0530.