قال أحد أعضاء مجلس الشورى والذى طلب عدم الكشف عن هويته ، أن أزمة صحفيي الصحف الحزبية بدأت تأخذ مسارًا آخر يغلب عليه الطابع السياسى، كما أن هناك أطرافاً بدأت تتاجر بالقضية من أجل عودة الدعم للأحزاب.
وأضاف المصدر أن الدعم المالى للأحزاب لم يكون قانونيًا. فقد أعطى الفرصة لظهور أحزاب ليس لديها مشروع سياسى حقيقى لذلك أطلقوا عليها لفظ أحزاب "كرتونية"، وكانت أقرب إلى الجمعيات منها إلى الأحزاب، مشيراً إلى أن إلغاء الدعم كان مطلباً ثوريا خلال 25 يناير، ففى حالة عودته سيكون ذلك بمثابة إنتاج سياسة النظام السابق .
وأفاد أن هناك أحد أعضاء المجلس الأعلى للصحافة مُكلف بهذه المهمة لعلاقته الوثيقة برؤساء تلك الأحزاب وكان يلعب نفس هذا الدور فى عهد "مبارك" يحاول البحث عن أبواب خلفية لتمرير هذا الدعم، فقد اقترح أن يتم التوجيه مباشرة للصحف التى تعثرت عن طريق نقابة الصحفيين .
وكشف المصدر أن أزمة اعتصام صحفيي الصحف الحزبية بالمقر المؤقت للمجلس الأعلى للصحافة بوكالة أنباء الشرق الأوسط هو بمثابة صداع فى رأس د. أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى والذى يرغب فى إنهاء هذه الأزمة فى أقرب وقت .
من جانبه شدد محسن هاشم، منسق عام اعتصام صحفيي الصحف الحزبية بالمقر المؤقت للمجلس الأعلى للصحافة بوكالة أنباء الشرق الأوسط، والذى دخل يومه الخامس عشر على التوالى، رفضه التام تعليق أو فض الاعتصام تحت أى ظرف أو ضغوط مهما كان نوعها، مؤكدا أن المعتصمين يرفضون تلك الأساليب الخبيثة، والتى تعيد للأذهان ما كان ينتهجه النظام السابق من سياسات "العصا والجزرة"، كاشفاً عن أن رؤساء تلك الأحزاب هم السبب فيما نحن فيه الآن، كما أن هناك نزاعات على رئاسة كل حزب من تلك الأحزاب فكيف يستقيم الأمر، ففى السابق كان الدعم مصيره جيب رؤساء الأحزاب فقط، والدليل على ذلك عدم سداد التأمينات الاجتماعية والرواتب وخلافه .
وأضاف "هاشم" أنه لا بديل عن تحقيق مطالبهم والتى تتمثل فى التوزيع على الصحف القومية، وسداد التأمينات الاجتماعية، والرواتب المتأخرة لأكثر من عامين، مشيراً إلى أنهم يرفضون مقترحات ممدوح الولى ، والذى ما زال متمسكاً بها منذ خمسه أشهر رافضاً الاستماع إلى أى مقترحات من جانبهم، بما يعنى أنه يضرب بقرار د. أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى عرض الحائط، والذى أصدر مؤخرا قراره بتشكيل لجنة لبحث أزمة الصحف المتوقفة وهو ما لم يتم حتى الآن .
ودعا هاشم "الولى" إلى النزول إلى رغبه زملائه من الصحفيين الذين يعانون فى عهد النظام السابق ومازالوا يعانون فى ظل النظام الحالى، وهم من سواعد الثوار الذين وقفوا فى وجه النظام السابق معارضين لسياساته، ومحاربين لفكرة التوريث، وكانوا يمتهنون مهنه الصحافة من خلال الصحف التى عملوا بها بدون أى توجهات أو برامج حزبية.. فتلك القضية مهنية لا يجوز تدخل رؤساء الأحزاب فيها فعار على " الولى" أن يستخدم هذا الخيط من أجل التسييس والمتاجرة بالقضية .