أظهر التقرير الصادر عن مجموعة "إتش إس بى سي" أن دول الخليج الغنية بالبترول وعلى رأسها قطر والسعودية، تعمل على توسيع فجوة ثرائها مقابل الدول المستوردة للطاقة فى المنطقة، وعلى النقيض تتسبب الاضطرابات السياسية فى بعض الدول بدءا من مصر وحتى لبنان فى تضييق الخناق على أى نمو اقتصادى لهذه الدول.
وأشار التقرير، الذى نشرته شبكة "بلومبرج" الإخبارية، الى أن المؤشرات تدل على اتساع اقتصاديات كل من السعودية وقطر والكويت بشكل أكبر خلال هذا العام، فيما جاءت توقعات البنك خروج كل من مصر ولبنان والأردن.
وأوضح التقرير أنه فى الوقت الذى تودع فيه السعودية مدخرات بقيمة مليار دولار اسبوعيا، في حين تعمل مصر على احصاء ما تبقى لها من مخزون القمح يومياً، مشيراً إلى ان اتساع الفائض بمجلس التعاون الخليجى يتعارض مع الصعوبات الموجودة خارجه، وزيادة معدلات النمو تناقض الانكماش والبطء فى الجهة الاخرى.
وذكر تقرير البنك أن أمراء الامارات والدول العربية قاموا بضخ مليارات الدولارات داخل اقتصاديات دولهم لخلق فرص عمل ومنع أى اضطرابات قد تطيح بالحكومات مثلما حدث فى مصر وليبيا وتونس. وهذا التفاوت أضعف من قوة مصر السياسية وزيادة اعتمادها على مزيد من المساعدات من دول مثل قطر لمنع انهيار اقتصادها.
وتوقع التقرير ارتفاع اقتصاديات قطر بنسبة 6.5% خلال العام الجارى والتى تعد على رأس دول العالم المصدرة للغاز الطبيعى المسال، بعد ان كان قد أصدر توقعات بنسبة نمو 5.2% فى الربع الماضي، مشيراً إلى أن نسبة عجز الموازنة فى مصر قد تصل الى 11% من الناتج المحلى الاجمالي، خاصة مع ضعف الاقتصاد بسبب زيادة حدة المعارضة ضد الرئيس محمد مرسي، وهو ما يؤجل محادثات قرض صندوق النقد الدولي، ويهدد الاحتياطى النقدي.
وأضاف تقرير مجموعة "إتش إس بى سي"، أن الفرصة المحدودة منذ قيام الثورة المصرية لتحقيق انتقال سياسى منظم وإستقرار الوضع الإقتصادى يبدو أنها قد أغلقت بسبب التدهور الكبير الذى تشهده الدولة فى الربع الأخير.