يعتزم وزراء الحكومة الفرنسية الكشف عن تفاصيل ثرواتهم الشخصية اليوم، في إطار جزء من الجهود التي يبذلها فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي من أجل استعادة الثقة الشعبية في حكومته بعد فضيحة جيروم كاوزاك وزير المالية الفرنسي الأسبق.
وحدد "هولاند" يوم الاثنين الذي يوافق منتصف شهر ابريل الحالي كموعد نهائي للوزراء للإفصاح عن حجم أصولهم ونشرها للشعب الفرنسي.
تأتي تلك الإجراءات عقب فضيحة أحاطت بوزير المالية الفرنسية "كاوزاك"، الذي اتهم بتهربه من الضرائب وإيداعه لحسابات مصرفية سرية خارج البلاد، ما هبط بشعبية "هولاند".
وطبقًا لما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، فإن وزراء فرنسا- البالغ عددهم 37 وزيرًا- سيكشفون عن تفاصيل ثرواتهم على المواقع الالكترونية لكل وزارة حكومية.
ومن المقرر أن تتضمن البيانات تفاصيل الحسابات المصرفية والممتلكات العقارية، بالإضافة إلى البنود عالية القيمة الأخرى مثل السيارات والأعمال الفنية والتحف وغيرها.
كان "كاوزاك" قد تسبب في تفجير قنبلة مدوية مطلع الشهر الحالي، حينما اعترف بامتلاكه حسابًا مصرفيًا منذ 20 عامًا بقيمة 600 ألف يورو (بما يُعادل 770 ألف دولار أمريكي) في أحد البنوك السويسرية، الأمر الذي أنكره في السابق مرارًا وتكرارًا، وقد استقال من منصبه الحكومي في مارس، ويخضع الآن للتحقيق بشأن التهرب الضريبي.
كما أفاد التلفزيون العام السويسري ان وزير الموازنة الفرنسي السابق سعى إلى إيداع 15 مليون يورو في سويسرا عام 2009، وأورد التلفزيون السويسري على موقعه انه حاول وضع هذا المال في مؤسسة للادارة المالية في جنيف العام 2009، لكن المؤسسة رفضت الامر خشية تعقيدات داخلية كون جيروم كاهوزاك شخصية مكشوفة سياسيًا وفق معلومات مصرفية جمعها التلفزيون السويسري العام.
ومع موافقة سويسرا العام 2009 على أن تلتزم اعتبارا من أول يناير 2010 قواعد منظمة الأمن والتعاون في اوروبا على صعيد التهرب الضريبي، تمكن "كاوزاك" من اغلاق حسابه في مصرف "يو بي اس" لسويسري بمساعدة شركة مالية قامت بوضع المال في فرع مصرف جوليوس باير السويسري الخاص في سنغافورة.
وأضاف التلفزيون السويسري ان "مبالغ اكبر وضعت او حولت من جنيف في الاعوام السابقة"، وتحدث موقع ميديابارت الفرنسي الاخباري الذي كشف القضية عن 15 مليون يورو، علاوة على امتلاكه شركتين في جزر الكايمان.
ودمرت الفضيحة شعبية الرئيس الفرنسي، لا سيما أن "كاوزاك" كان عضوًا بالحزب الاشتراكي الذي يعد "هولاند" عضوًا به به أيضًا.