حذر اجتماع مشترك لشعبتي الكيماويات المتنوعة والورق بغرفة الصناعات الكيماوية من خطورة ما يتردد حول اتجاه الحكومة لرفع اسعار الطاقة لصناعات ادوات المائدة والعبوات الزجاجية والورق من 2 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية الي 6 دولارات من يوليو المقبل اي بنسبة 300% لتتساوي بذلك مع الاسعار التي يتم بها محاسبة الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة مثل الاسمنت والحديد والاسمدة.
واكد المهندس شريف الزيات رئيس شعبة الكيماويات المتنوعة أن صناعات العبوات الزجاجية وادوات المائدة والورق طوال تاريخها وهي تعامل علي انها من الصناعات كثيفة استخدام العمالة وليس كثيفة استخدام الطاقة، وذلك طبقا لتصنيف هيئة التنمية الصناعية وايضا طبقا للتصنيفات العالمية لهاتين الصناعتين ، خاصة وان استهلاكنا من الطاقة لا يتعدي نسبة 1% من استهلاك الصناعة من الطاقة علي سبيل المثال، لافتا الي ان ممثلي شعبتي الزجاج والورق يعدون حاليا مذكرة ودراسة كاملة حول مشكلات الصناعة وتاثير رفع اسعار الطاقة علي 800 مصنع تزيد استثماراتها علي 100 مليار جنيه بالاسعار السوقية ويعمل بها ما يزيد علي 100 الف عامل بصورة مباشرة ومثل هذا العدد بصورة غير مباشرة في القطاعات المرتبطة، محذرا من ان زيادة الاسعار بهذا الشكل تهدد هذه المصانع بصورة حقيقية قد تؤدي لاغلاقها تماما.
وقال ان صناعات الزجاج والورق بالفعل تعاني من ازمات عنيفة في الفترة الاخيرة بسبب رفع اسعار الطاقة وانقطاعها المتكرر عن المصانع خاصة بصناعات الزجاج ، بجانب رفع اسعار المياه والصرف الصناعي وزيادات اجور العمالة وفي المقابل تتعرض لضغوط من سيل الواردات من عدة دول مثل الصين وتركيا والسعودية ورومانيا وبلغاريا وايطاليا ومعظم صناعات تلك الدول تدخل لمصر (زيرو) جمارك بفضل اتفاقيات تيسير التجارة العربية والشراكة مع اوروبا.
واكد الزيات ان رجال الصناعة يقدرون المشكلات التي تعاني منها مصر واحتياج الدولة لتخفيض عجز الموازنة من خلال ترشيد دعم الطاقة وزيادة اسعار الغاز للصناعة ، مشيرا الي ان اتحاد الصناعات اعد ورقة عمل بتصور كامل لمستقبل اسعار الطاقة بناء علي اجتماعات للغرف والشعب الصناعية المختلفة ، ومن خلال تلك الورقة التي تم تقديمها للمهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية اقترحنا زيادة سعر الغاز الطبيعي لمصانع ادوات المائدة والعبوات الزجاجية والورق بنسبة 100% علي مدار اربع سنوات لترتفع من 2 دولار للمليون وحدة حرارية الي 4 دولارات اي بنسبة 25% ، وهو ما يحمي المصانع من الانهيار وفي نفس الوقت يخفف الاعباء عن الدولة.
وحذر اصحاب مصانع العبوات الزجاجية من ان رفع اسعار الطاقة الي 6 دولارات من يوليو المقبل ثم الي 12 دولارا بعد 3 او 4 سنوات كما يتردد حاليا سيحول مصر من دولة مصدرة لمنتجات الزجاج بنحو مليار و700 مليون جنيه سنويا الي دولة مستوردة وبالتالي المزيد من الضغط علي احتياطي مصر من العملات الصعبة، بجانب تشريد عمالة مباشرة وغير مباشرة تصل لنحو 200 الف عامل وكذلك هجرة المصانع والاستثمارات لمصر وتوقف خطط ضخ استثمارات جديدة ، نحن بالفعل في حاجة ماسة لها.
من جانبه اكد محمد جمال الدين محمود عضو المجلس التصديري للكيماويات واحد منتجي الورق والكرتون ان تغيير منظومة اسعار الطاقة يجب ان تراعي الفروق الجوهرية في اوضاع الصناعات المختلفة ومدي قدرتها علي تحمل هذه الزيادات من عدمه.
واشار الي ان تكلفة انتاج طن الورق حاليا تصل لنحو 3 الاف جنيه في حين اننا نتعرض لاغراق حيث يباع الطن من الورق المستورد بقيمة 2600 جنيه ، ورغم ان استهلاك مصر يصل لنحو مليون طن سنويا فان انتاج مصر بسبب هذه الاوضاع والمنافسة غير العادلة تبلغ فقط 350 الف طن فقط ، لافتا الي ان كثير من المصانع المصرية تضطر لمنح تسهيلات في السداد لمدة 4 شهور علي الاقل حتي يمكنها الاستمرار محليا.
وقال عمرو عثمان رئيس شعبة الورق ان هذا هو حال قطاع الورق حيث لا يتعدي عدد المصانع الرابحة فيه 4 مصانع من بين 98 مصنعا تعمل في انتاج الورق بخلاف مصانع اخري منتشرة في جميع انحاء الجمهورية وتعمل بهذا المجال فطبقا لاحصاءات هيئة التنمية الصناعية هناك 582 مصنعا تعمل بصناعة الورق، مطالبا وزير الصناعة والتجارة الخارجية بالتدخل لانقاذ هذه المصانع قبل غلقها.
جانب اخر للصورة يكشفه المهندس حازم بشر احد مستثمري الزجاج وهو تاثير رفع اسعار الطاقة لمصانع الزجاج، حيث يقول ان المصانع لن يكون امامها الا رفع اسعار منتجاتها ، وبالنسبة للصناعات الغذائية فان اي زيادة في اسعار الزجاج ستجبرها للاتجاه للعبوات الاخري مثل عبوات التتراباك المصنوعة من الورق وشرائح الالمونيوم وهي عبوات العصير وهذه العبوات لا تصنع في مصر حيث نستوردها بالكامل والان سوق العصائر والمشروبات ينقسم الي 50% عبوات زجاجية و50% لعبوات التتراباك المستوردة وبالتالي فان القرار سيفقدنا هذه النسبة لنستورد عبوات التعبئة بالكامل.
وقال شريف رمسيس احد مستثمرى الزجاج ان العبوات الزجاجية لا بديل عنها للمستحضرات الدوائية وبالتالي فان زيادة تكلفتها لشركات الادوية ستؤدي الي ارتفاع اسعار الدواء وبالتالي موجة جديدة من ارتفاعات الاسعار لكل السلع في السوق المحلية.
من جانبه طالب الكيميائي هاشم عبد القوي مدير التخطيط والمتابعة باحدي المجموعات الاستثمارية بقطاع الزجاج وزارة الكهرباء والطاقة بالعمل علي ضمان استقرار التيار الكهربائي لمصانع الزجاج والتي تعرضت الصيف الماضي لمخاطر جسيمة بسبب انقطاع الكهرباء ، مشيرا الي ان مصانع المجموعة سجلت 87 انقطاعا للتيار الصيف الماضي فقط في كل مرة ينقطع التيار فيها ولو لدقيقة واحدة يؤدي لتوقف الماكينات تماما وتاثر الانتاج لمدة ساعتين نظرا للطبيعة الخاصة لصناعة الزجاج.
من جانبه كشف محمد ابو هرجة مدير عام الغرفة الصناعات الكيماوية عن تصدير مصر يوميا نحو 25 الف طن رمال ، حيث تمتلك مصر انقي انواع الرمال البيضاء في العالم .