الكاتب والمحلل الأمريكى نيكولاس كريستوف
ألقى الكاتب والمحلل الأمريكى نيكولاس كريستوف باللوم على الولايات المتحدة الأمريكية فى الأحداث والمظاهرات, التى جرت بتونس ومصر والشرق الأوسط، بمساندتها الفساد الأرستقراطى وتدعيمه بهدف حصولها على النفط وحماية مصالح "اسرائيل".
وفى هذا الإطار أثنى "كريستوف" على إنجازات شباب مصر وتونس على مدار الأشهر الماضية، داعيًا الولايات المتحدة إلى أخذ العبر والدروس منها لتحسين سياساتها الخارجية.
وسرد الكاتب 4 اقتراحات للولايات المتحدة، أولها ضرورة تبنى سياسة خارجية بعيدة عن التعصب الإسلامى، معتبرًا أن القلق الذى طالما ساور الولايات المتحدة بشأن الإسلاميين سبب أضرارًا كبيرة للعالم.
وثانيها، ضرورة أن تغير الولايات المتحدة من نظام استخباراتها بالإضافة إلى تطويره، بأن يتم توجيه اهتمامها إلى فئة الشعب المستضعفة بدلًا من التركيز على الحياة الخاصة بالرؤساء، الذى جعلها لا تفهم سبب غضب الشعب المصرى على الرئيس حسنى مبارك.
واقترح الكاتب ثالثًا، أن تركز الولايات المتحدة على التكنولوجيا الحديثة، التى لعبت دورًا مهمًا فى اندلاع الثورة فى كل من مصر وتونس، حيث ساهم موقعا الـ"فيسبوك" و"تويتر" فى مساعدة المتظاهرين على التواصل فيما بينهم، بعد أن بدأت الثورة الرقمية فى العالم الافتراضى وما لبثت أن نزلت إلى أرض الواقع، كما تمكنت الهواتف المحمولة من تصوير أساليب عنف وقمع الحكومات على موقع "يوتيوب".
ولم يغفل الكاتب الأمريكى دور الأجهزة التكنولوجية الأخرى مثل "التلفاز"، مدللًا على ذلك بقناة "الجزيرة", التى كسرت احتكار الحكومة للإعلام فى مصر، وبذلك فقد كان لها دور كبير فى دعم الديمقراطية بالعالم العربى أكثر من أى شىء قدمته الولايات المتحدة، رغم أن الأمريكيين لا يهتمون بالقناة.
وبالنسبة للمقترح الرابع والأخير، فقد كان بخصوص تفعيل الولايات المتحدة مبادئها، فلطالما سعت الولايات المتحدة على مدى 60 عامًا إلى تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية، حسبما قالت "كوندوليزا رايس" واصفة الأوضاع فى مصر.
وفى النهاية يأمل الكاتب بأن يكون الخطاب الأخير للرئيس الأمريكى "باراك أوباما", الذى أيد فيه قوة الشعب المصرى بداية جديدة ليس فقط بالنسبة لمصر بل لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تجاه العرب.