شباب مصر الأوفياء الشرفاء.. شباب 25 يناير الذين انتزعوا الحلم من رحم اليأس والمعاناة.. شباب 6 أبريل, وجروب خالد سعيد.. الشعب المصرى الباسل الذى عاد فتياً.. أيها المخلصون على إمتداد الوطن بطوله وعرضه أنقذوا مصر من العبث والعابثين.. من المغامرين والإنتهازيين الذى تحركهم المصالح الفئوية والشخصية ويريدون الالتفاف على مكاسب هذه النهضة وذلك البعث الجديد.
أرجو أن تصل كلماتى تلك إليكم فى هذه اللحظة قبل أن يمتد الخراب إلى عصب الاقتصاد وشريانه الأهم .. وأعنى به الجهاز المصرفى الوطنى الذى كان فى طليعة قوى البناء فى هذا البلد عندما وقت ساعة التغيير بالرغم من العوارض السلبية التى أعترته كغيره من القطاعات التى أصابها الغضب بسبب "المحسوبيات" وأعمال التدليس والسرقة إلا أن جهود الإصلاح المخلصة داخله جعلت منه حصناً يمكن الاعتماد عليه فى أوقات الأزمات, وخلصته من كثير من أوجه العوار والسلبيات وسوف تتواصل جهود إصلاحه فى ظل هذه الثورة الفتية, ولكنه الآن يتعرض لاختبار دقيق يحتاج منا إلى التكاتف والتصدى لمحاولات هدمه لأن دعوات أصحاب الحقوق داخله لا يمكن أن تنسى الأًصل وتمتد إلى الفروع فقط. فلا شك أن هناك العديد من العاملين الذين ضاعت حقوقهم أو يحتاجون إلى تصويب أوضاعهم وتحسينها, ولكن هذا لا يعنى الإنقلاب على دور البنوك وتقطيع أوصالها وشل حركة العمل بل. لابد من مواصلة العمل والبناء أثناء المطالبة بالحقوق فلن يجرؤ أى مسئول بعد الآن على إغفالها أو التغافل عنها لأن قوى الحق باتت جحافل جرارة لا يمكن الوقوف أمامها على أن ذلك لا ينبغى له إهمال مصلحة الوطن, وأن هناك مليارات من الجنيهات ينبغى أن تخرج وتدخل بين وحدات الجهاز المصرفى يومياً حتى تدب الحياة فى شرايين الاقتصاد من جديد.. واليوم مصر كان عدد من بنوكها قد تعرض لاحتجاجات أوقفت سير العمل بها ورفض الكثيرون من المحتجين الإنصات لصوت العقل واستئناف العمل على وعد بالاستجابة لتلك الحقوق.
أيها الشرفاء تنبهوا حتى لا نسقط جميعاً فى فخ المصالح الفئوية الضيقة التى تجعلنا نقف فى مواجهة بعضنا البعض أو مواجهة مصالحنا العليا كقوى ترغب حقيقة فى البناء.. لا ينبغى أن نسوق المبررات الواحد تلو الآخر لقوى الشمولية حتى تفرض علينا الاستقرار بقوة السلاح.
الجميع يحسب ألف حساب لحركة الشعب وثورته المباركة فلا تنباذوا فتفشلوا فتذهب ريحكم. مثلما أن الثورة أمانة.. ثروة مصر التى هى ملك لشعب مصر أمانة لا ينبغى إهدارها.. الوطن وحده من وراء القصد.