حمدين صباحي
انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر التيار الشعبي المصري تحت عنوان "تجديد الاندماج الوطني وإدارة التعددية الدينية في مصر" بحضور عدد من قيادات التيار الشعبي وأعضاء مجلس الأمناء والشخصيات العامة.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي التي أشار خلالها إلى أن "عظمة مشهد حماية الأقباط للمسلمين أثناء الصلاة في ميدان التحرير، هو مشهد قاطع الدلالة بأن الشعب قادر أن يتوحد ويحقق الاندماج الوطني.
وأضاف "صباحي" أن التيار الشعبي بدأ التفكير لعقد مؤتمر عن "الاندماج الوطني وإدارة التعددية" لطرح مشكلاتها بطريقة عميقة وجادة و حوار يضمن لمصر أن تكون موحدة".
وتوجه مؤسس التيار الشعبي بالشكر قبل افتتاح المؤتمر لكل الباحثين و أصحاب الرأي الذين استجابوا لدعوة التيار، وفي مقدمتهم الدكتور سمير مرقص، مستشار رئيس الجمهورية السابق، والمفكر الاقتصادي الكبير سمير أمين.
وقال "سمير أمين" في كلمته إن "الدين الإسلامي والمسيحي غير مهددين في مصر، والحقيقة أن الإسلام ليس هو المشكلة وليس الحل أيضا، ومن يتصور أنه الحل سيصبح هو المشكلة، مشيرا الى أن القضية ليست في مصر فقط.
وأضاف أمين أنه لابد أن نطرح الثورات العربية في إطار عام، وإجابة على سؤال "الشعب يريد"، وسنجد أن هناك 3 مطالب أولها العدالة الاجتماعية ، والاخوان تختذل هذا المفهوم في الاحسان، عندما يتفاوت التوزيع في الدخل، و تفاوت توزيع الدخول ملازم لإفقار الأغلبية الشعبية، فالعدالة الاجتماعية عملية تتطلب إعادة النظر في مشروع التنمية الاقتصادية لإعطاء الأغلبية الشعبية نصيبها الوافر، ولا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية مع إملاءات وشروط النقد الدولي.
وتابع:المطلب الثاني للشعوب هو الديمقراطية،لتحقيق حلول للاتجاه نحو التقدم، وليس هناك عدالة اجتماعية بدون ديمقراطية والعكس ولا يمكن الفصل بينهما، وبالتالي لابد من ربط المطالب الديمقراطية بالمطالب الاجتماعية.
وعلق حمدين صباحي علي كلمة المفكر سمير أمين قائلا : "نحن أمام تحليل عميق يطرح مخرجا حقيقيا، ونحن في حاجة لتحقيق العدالة والاستقلال الوطني والكرامة، ونحتاج لجبهة تطرح رؤية واضحة لبناء الثلاث جوانب، وهذه الجبهة لا تغني عن العلاقة الانسانية لمواجهة الاستعمار، لأن تحقيق هذه القضايا ليست مقطوعة الصلة بنضال إنساني يواجه نفس الظاهرة.. في مصر هل يعتقد أحد أن حل مشكلة التمييز يمكن للوصول له بمعزل عن العدالة الاجتماعية أو الاستقلال الوطني، الاندماج الذي يؤدي لوحدة وطنية لا يتحقق إلا بهذه الجوانب".
ومن جانبه أكد الدكتور سمير مرقص، مستشار رئيس الجمهورية السابق عن تجديد الاندماج الوطني، والحضور الفاعل لمواطنين في إطار البنية المجتمعية والجماعة الوطنية التي يعيشون فيها، على أرضية المساواة،والأمل في بناء دولة المواطنة مشيرا الى أن السلطة الحديثة أعادت انتاج نفس مفاهيم السلطة القديمة.
وقال الباحث السياسي جورج فهمي إن "نظام مبارك سقط ، بعد الثورة، لكننا لم نبني بعده نظاما جديدا، وإذا كان مبارك اعتمد علي الاجهزة الامنية في معالجة الملف الطائفي، فبعد الثورة لا يوجد أمن و الأمر متروك للتفاعلات بين الناس وبعضها.
وأضاف أن من أسباب المشكلات الطائفية في مصر استمرار ضعف الكنيسة وصعود دور السلفيين في محاولة لعلاج واحتواء الملف الطائفي في ظل غياب الدول بالإضافة لفشل خطاب المواطنة. وأشار فهمي إلى أن التميز في مصر لا يقتصر علي الاقباط لكنة يشمل النوبة وسيناء.
وقال الباحث إبراهيم الهضيبي إن التمييز فى مصر لا يقتصر علي الاقباط، لكنه يتسع ليشمل البدو وأهل النوبة، وأضاف أنه بعد انسحاب دور الدولة وتقزمه، أصبح السوق هو ما يدير المجتمع وتفاعلاته، وليس كل قبطى مميز ضده فالبعد الاقتصادى الاجتماعى مؤثر على وضع القبطي، ولو زالت هذه الاسباب سيختفي التمييز فورا.