حذّر كبير اقتصاديى وكالة الطاقة الدولية "فاتح بيرول" من ارتفاع أسعار النفط بسبب الأزمة الليبية والتى من شأنها أن تقوّض من تعافى الاقتصاد العالمي.

وأكد بيرول أن أسعار النفط دخلت فى منطقة الخطر وقد ترتفع أكثر إذا تواصلت الاضطرابات بالشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن أسعار النفط تنطوى على خطر حقيقى بالنسبة للتعافى الاقتصادى العالمي، لاسيما أن التعافى الاقتصادى العالمى هش جدا، خاصة فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية "OECD".

وخلال حديثه مع الصحفيين على هامش مؤتمر بإندونيسيا، لفت "بيرول" إلى أنه إذا لامست أسعار خام غرب تكساس الوسيط 100 دولار للبرميل فإن 3% من الناتج المحلى الإجمالى لليابان سينفق على واردات النفط.

وقادت أزمة تصاعد الاحتجاجات المناوئة للحكومة الليبية وتصدى الحكومة لها إلى تراجع مؤشرات أسواق المال عالميًا، مع ارتفاع أسعار النفط والغذاء عبر دول العالم، حيث تصل الصادرات الليبية من النفط إلى 1.6 مليار برميل يوميًا.

وأوضح بيرول أن أعضاء الوكالة الدولية للطاقة "IEA" سيدرسون بالتنسيق سويًا إمكانية السحب من مخزونات الطواريء للتعامل مع أى نقص فى إمدادات النفط بسبب الاضطرابات فى دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مضيفًا أن "السعودية" أبدت استعدادها لضخ المزيد من النفط حال اقتضت الضرورة ذلك.

وتمتلك الدول الأعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة ممن بمنظمة "OECD" حوالى 1.6 مليار برميل من النفط كمخزون طواريء لديها.

كان مؤشر "FTSE 100" قد تراجع بأكثر من 60 نقطة فى بورصة لندن خلال التعاملات المبكرة ليسجل 5953.95 نقطة، متأثرًا بالأزمة الليبية، وهبطت الأسهم فى بورصة طوكيو باليابان بنحو 2% ليسجل المؤشر الرئيسى فى البورصة 10664.70 نقطة، بعد تراجعه بحوالى 192.83 نقطة، فى الوقت الذى يتوقع فيه أن تفتتح بورصة نيويورك تعاملاتها اليوم بعد عطلتها أمس على انخفاض حاد تأثرًا بالأوضاع الراهنة.

وارتفعت أسعار النفط مجددًا وسط تجدد المخاوف بتنامى دائرة العنف فى "ليبيا"-رابع أكبر منتج للنفط فى العالم- فضلًا عن سيادة حالة من الترقب المشوب بالحذر من أن تنتشر الاضطرابات والاحتجاجات إلى الدول المجاورة لها بالمنطقة.

وتوقع محلل بهيئة الأنباء البريطانية "BBC" أن يسقط النظام السعودى بعد النظام الليبي، وعزا السبب إلى التشابه الكبير فى التركيبة القبلية والنظام الديكتاتوري.

وفى ذات السياق ، صرح رئيس "الوكالة الدولية للطاقة" اليوم "الثلاثاء" بأن أى خلل طفيف فى إنتاج النفط ناتج من استمرار الاضطرابات فى ليبيا قد يقود نحو ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد، لكنه لجأ إلى تصريحات لبث الطمأنينة تفيد بأن المخزونات الاستراتيجية متواجدة وأن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك OPEC" مستعدة لاستخدام قدرتها الاحتياطية.

وعلى هامش اجتماع دورى لوزراء النفط فى "الرياض" ، قال "نوبو تاناكا" إن السوق صغير وقد يؤدى أى خلل طفيف إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد، لافتًا إلى أنه حصل على ضمانات من الأمين العام لمنظّمة "أوبك" بأن المنظمة قد تلجأ لقدرتها الاحتياطية حال تعرضت الإمدادات لخلل.