قال المهندس ياسر قورة، وكيل مؤسسي حزب الشعب الحر، إن الحوار الذي أجراه الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، مع عدد من القوى الوطنية وبعض الرموز المعارضة حاليًا لمناقشة تداعيات أزمة سد النهضة الإثيوبي كان بمثابة حوار "الجهلاء" فلا أحد فيهم مؤهل في الأساس كي يُناقش تلك القضايا المُتعلقة بالأمن القومي، فخرج اللقاء في صورته الفكاهية التي ظهر عليها، والتي قدّمت مصر إلى العالم أجمع بما فيه دولة إثيوبيا بصورة سيئة للغاية.
وأشار "قورة" إلى أن إشكالية البث التليفزيوني وعدم معرفة كثير من المتحاورين مسبقًا بأن الاجتماع مُذاع على الهواء مباشرة يؤكد أن مؤسسة الرئاسة كانت مُبيتة النية من أجل إحراج كتلة المُعارضة وإظهار فقرها في إيجاد حلول بديلة أو إجراء مُناقشة موضوعية واضحة حول الأزمة الحالية وتأثيراتها على المياه في مصر، قائلاً: لكن الحوار في الحقيقة أظهر أن جراب المعارضة والسلطة كذلك فارغ من أي بدائل وأي حلول منطقية للأزمة.
واستنكر "قورة" كذلك حضور د.عمرو حمزاوي للحوار الوطني واعتبره "ازدواجية" منه، متسائلاً: كيف له أن يحضر ليجلس في حوار مع رئيس جمهورية في الأساس غير معترف بشرعيته، وقد وقع ضده استمارة "تمرد" لسحب الثقة منه؟، مشيرًا إلى أداء المعارضة المصرية باهت وتشوبه جملة من علامات الاستفهام القوية.
كما استنكر "قورة" كذلك الدعوات الخاصة بالاستعانة بالأزهر الشريف أو الكنيسة المصرية للتفاوض مع الجانب الإثيوبي، مؤكدًا أن ذلك الأمر يُعد إقحامًا للدين في السياسة، وإصرارًا من قبل السلطة الحالية بقيادة جماعة الإخوان على ذلك، كما أنه دليل قاطع على إخفاق الدبلوماسية المصرية في مزاولة عملها، فضلا عن فشل الإخوان في التعامل مع مثل تلك الملفات الحساسة.