احتشد الآلاف من المتظاهرين المناوئين للحكومة التركية مجددا أمس الأربعاء في ميدان تقسيم بإسطنبول, في حين تجمعت قوات الشرطة عند نقاط حول الميدان مزودة بخراطيم المياه.
ووضع بعض المتظاهرين المناوئين للحكومة حواجز حول حديقة جيزي بالميدان والتي صارت نقطة ملتهبة على مدار أسبوعين, حيث شهدت أحداث عنف بين المتظاهرين والسلطات.
وجذبت الاحتجاجات, التي أودت بحياة أربعة أشخاص حتى الآن, انتباه العالم حيال ما يتردد بشأن عدم تسامح رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوجان لانتقادات المحتجين, الذين يقولون أنه يقود البلاد إلى طريق محافظ للغاية.
هذا وقد التقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أمس الأربعاء وفدا من متظاهري حديقة جيزي يضم طلبة وأكاديميين وفنانين, ولا يتوقع مراقبون أن تصل هذه المباحثات الى نتائج مثمرة , حيث يغيب عنها منظمو الاحتجاجات الأصليين.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن مصادر القول إن الاجتماع سيكون بمثابة محادثات غير رسمية , وان أردوجان سيحصل على معلومات مباشرة عن أحداث حديقة جيزي.
هذا وتواجه الحكومة التركية إدانة دولية من العنف غير المتناسب من عناصر الشرطة بحق المتظاهرين.
فمن جانبها , طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيس الوزراء التركي بالحوار مع حركة المعارضة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية , شتيفن زايبرت , عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الألماني , إن الحكومة الألمانية تتابع "بقلق كبير" تطورات الأوضاع في إسطنبول.
وذكر المتحدث بأن حرية التجمهر والتعبير عن الرأي من الحقوق الأساسية الديمقراطية التي يتعين احترامها.
وانتقدت مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الحكومة التركية بشأن استخدام الشرطة للقوة المفرطة ضد المحتجين.
وقالت آشتون أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج, بفرنسا أنه قد تم رصد الكثير من الأمثلة على استخدام الشرطة القوة المفرطة والغاز المسيل للدموع, وخراطيم المياه ورذاذ الفلفل والرصاص المطاطي ضد المحتجين السلميين بصورة كبيرة.
وأضافت آشتون أن الحكومات المنتخبة ديمقراطيا - حتى أكثرها نجاحا والتي فازت في الانتخابات بأصوات الناخبين ثلاث مرات وتحظى بتأييد نصف الشعب - يجب أن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وتوقعات أولئك الذين لايشعرون أنهم ممثلون فى السلطة والبرلمان.