معمر القذافي
يواجه نادي الكرة الإيطالي الشهير "يوفنتوس" معضلة تمويلية، حيث يتم التحضير اليوم "الاثنين" لمناقشة الوضع الحالي للزعيم الليبي "معمر القذافي" ثاني أكبر المساهمين في النادي، بعد حملة القمع الوحشي التي قادها ضد المواطنيين الليبيين الذين طالبوا بتنحيه عن الحكم بعد فترة حكمه التي دامت 42 عامًا.
ويضع الوضع الحالي للقذافي مجموعة من الشركات الايطالية رفيعة المستوى في مأزق، تشمل بنك "يوني كريدت UniCredit"- أكبر بنك في ايطاليا- وشركة "فيات" الإيطالية لصناعة السيارات، والتي يمتلك فيها العقيد القذافي حصصًا.
فبالنسبة لنادي "يوفنتوس" فإن درجة المعضلة تصل لحدتها، لاسيما بعد فشل النادي في الفوز بأي بطولة منذ ذلك تجريده من ألقابه التي حصل عليها خلال عامي 2005 و 2006 في ايطاليا، نتيجة لفضيحة "فساد الدوري الايطالي عام 2006"، الشيء الذي تسبب بهبوط الفريق إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه، وتم سحب بطولتي الدوري التي فاز بهما "يوفنتوس" تحت قيادة "كابيلو" في 2005 و جعله عرضة للانتقادات من مشجعيه، علاوة على تصاعد حالة الاشمئزاز حاليًا حول "يوفنتوس"، فضلًا عن تزايد صعوبة النادي الايطالي بشأن توضيح علاقته الحميمة مع الزعيم الليبي "معمر القذافي" وابنائه.
أما بخصوص بنك "يوني كريديت" فقد أعلن الأسبوع الماضي أنه وضع حقوق التصويت الليبية تحت "المراجعة الدقيقة"، فيما أكد مسئولو "يوفنتوس" أنه لم يتضح بعد إذا ما اذا كان سيحضر اجتماع المجلس الادارة العضو "خالد فرج زينتوتي"والذي تم ترشيحه من قبل "الشركة العربية الليبية للاستثمار Lafico"-أحد أكبر الشركات المساهمة في النادي الايطالي - والتي تمثل حصة القذافي في النادي والبالغة 7.5% والتي تصل قيمتها إلى 17.5 مليون دولار.
كانت "لافيكو"، وهي شركة تابعة لهيئة الاستثمار الليبية- صندوق الثروة السيادية المملوك لليبيا- قد استحوذت على حصتها في النادي عام 2001، وذلك بعد فشل ابن العقيد القذافي "سعدي" في لعب الكرة ليتجه إلى دعم نادي "يوفنتوس" في إيطاليا.
وبعد أن قادت الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي في قيام المصارف الدولية بتجميد أصوله وأرصدته الليبية دوليًا، فقد تطيح تلك الأزمة بنادي "لوفنتوس"، وبالتالي يأمل مسئولو النادي في إيجاد حل لوضعهم مع "القذافي".
ولا تقتصر الأزمات على الوضع المالي، حيث يخشى العديد من الايطاليين من أن تتسبب الاضطرابات الليبية في موجة من اللاجئين الليبيين من المهاجريين غير الشرعيين إلى شواطيء إيطاليا، في الوقت الذي تعاني فيه ايطاليا ذاتها من مشاكل اقتصادية خاصة بها.
ويرى عدد من المحللين أن عائلة "القذافي" تعمدت إلهاء الشعب الليبي بتلك الرياضة ومتابعتها، ليصرفوا اهتمامهم عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد.