أعلنت منظمة التعاوة الاقتصادي والتنمية "OECD" أن أزمة الغذاء العالمية الحالية ليست بنفس سوء الأزمة التي حدثت قبل 3 سنوات، نظرًا لتباطؤ وتيرة ارتفاع تكاليف الأرز مقارنة بباقي الحبوب، لاسيما أن الأرز يعتبر العنصر الرئيسي لشطر سكان العالم.
كانت العقود الآجلة في "مجلس شيكاغو للتجارة" قد تم تداولها على ارتفاع بنسبة 2.8% خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة، مقارنة مع ارتفاع أسعار القمح بنسبة 60% والذرة بنحو 93%، في الوقت الذي تتوقع فيها وزارة الزراعة الأمريكية أن يسجل انتاج الأرز ارتفاعًا بنسبة 2.4% ليستقر عند 451.7 مليون طن متري في العام المالي 2010-2011، لتقترب مخزونات محصول الأرز إلى مستويات قياسية لم تسجلها منذ 7 سنوات.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "بلومبرج" فقد ارتفعت أسعار الأرز بمقدار الثلاثة أضعاف خلال الأشهر الـ 20 التي انتهت في ابريل 2008، لتساهم في ازدياد سوءة أزمة الغذاء العالمية التي تسببت في وجود 1.02 مليار فرد يعانون من سوء التغذية في 2009، وفقًا لتقارير منظمة "الأمم المتحدة".
لتتحسن حالة التغذية في العالم ويتراجع عدد من يعانون من سوء التغذية إلى 925 مليون شخص العام الماضي، وهو أول تراجع للعدد منذ 15 عامًا، نظرًا لتراجع تكاليف الغذاء وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي التي أدت إلى ارتفاع مستويات الدخول.
من جهته ذكر "كين آش" مدير قطاع التجارة والزراعة في منظمة "OECD" أن مشكلة الغذاء الحالية ليست سيئة بالنسبة لأجزاء كبيرة من العالم كما كانت عليه في 2008، خاصة وأن 66% من الجوعى في العالم يعتمدوا بشكل كبير على الأرز باعتباره الغذاء الأساسي لهم، وبما أن أسعار الأرز لم ترتفع بقوة تزامنًا مع قوة الامدادات، فإن الوضع لازال مستقرًا.
كانت أسعار الغذاء العالمية قد ارتفعت بنسبة 28% خلال الـ12 شهرًا الماضية ووصلت إلى مستويات قاسية في يناير، وفقًا لمنظمة الفاو "FAO"، ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات عبر دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وقادت إلى خلع زعمائها في "تونس" و"مصر"، لتضاف إلى موجات الاحتجاجات بشأن الغذاء والتي بلغ عددها 60 احتجاجًا خلال عامي 2007 و2009.
وساهم "الأرز" في أزمة الغذاء بعد أن سجلت أسعار الغذاء طفرات قياسية في 2008، وتسببت في ارتفاع الأسعار بنسبة 33% في 2007 وبنحو 11% في عام 2009، بعد أن تم حظر تصدير الأرز من كبار منتجيه من الدول التي شملت كمبوديا وفيتنام والهند ومصر، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع سعر الأرز ليصل إلى مستوى قياسي عند 25.07 دولار لكل 100 رطل في شيكاغو بابريل 2008، فيما أغلق سعره أمس عند 14.24 دولار في مجلس تجارة شيكاغو.
ولفت "آش" إلى أن منظمة "OECD" تدرس فكرة إنشاء صوامع للأغذية في المناطق الأكثر عرضة لنقص الامدادات، مع طرح بديل عن تلك الفكرة بأن تكون هناك "احتياطيات نقدية" كبديل عنها.