حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء
عقد الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا اليوم مع وفد دولة الإمارات العربية الشقيقة، برئاسة سلطان الجابرى وزير الدولة الإماراتى، وحضر الاجتماع نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولى، ومحافظ البنك المركزى، ووزراء النقل، والصناعة والتجارة، والاستثمار، والتخطيط، والمالية، والصحة، وأمين عام مجلس الوزراء.
وفى مستهل الاجتماع أكد سلطان الجابرى أن الزيارة تأتى بتكليف من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل بحث مجالات التعاون والمساعدة، التى يمكن للإمارات أن تقدمها إلى مصر فى هذه الظروف الهامة، وأضاف "نحن كدولة الإمارات حكومة وشعبًا نقف معكم جنبًا إلى جنب، بالطريقة والأسلوب الذى ترونه مناسبًا ".
وقال المسئول الإماراتى، إن بلاده تسعى لتقديم كل أشكال الدعم الممكن ليس فقط من خلال حزمة المساعدات والقروض لدعم الاحتياطى النقدى، وإنما أيضًا من خلال برامج تنموية فى الأجلين المتوسط والطويل، بهدف تطوير وإعادة هيكلة العديد من قطاعات الاقتصاد القومى، وأهمها قطاع الطاقة، وقطاع الغزل والنسيج، والحديد والصلب، حتى تصبح تلك القطاعات قادرة على مواجهة كل التحديات بكفاءة وفعالية.
من جانبه أشاد الببلاوى بموقف الإمارات الداعم لمصر، معتبرًا إياه موقفًا لا يختلف عن المواقف التاريخية المشهودة أبو ظبى فى عهد المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، وأكد الببلاوى أن الشعب المصرى يُقدّر للإمارات هذا الموقف النبيل والمشرف.
وخلال الاجتماع تم استعراض المشروعات، التى يمكن للإمارات المساهمة فيها، سواء المشروعات العاجلة، التى تحقق فائدة سريعة للمواطن المصرى، أو المشروعات التى تحتاج مدى زمنيا أطول للتنفيذ، وذلك لعرضها على الجانب الإمارتى لدراستها.
ومن ضمن المشروعات، التى تم بحثها إنشاء وتجهيز 10 وحدات صحية فى القرى والمناطق النائية، تقدم الرعاية الصحية لما يزيد على 200 ألف مواطن، ودعم الشركة القابضة للمصل واللقاح لتأهيل خطى إنتاج أمصال ولقاحات، لتوفير 65 مليون جرعة لقاحات وأمصال تغطى80% من احتياجات البلاد، بدلًا من الإنتاج الحالى، الذى يغطى 15% فقط من الاحتياجات، فضلًا عن أن تأهيل خطى الإنتاج سوف يسهم فى توفير 100% من حاجة البلاد من الأنسولين اللازم لمرضى السكر.
3. المساهمة فى مشروع بناء الصوامع اللازمة لتخزين القمح، من خلال توفير التمويل اللازم لبناء صوامع جديدة هذا العام، وهو ما سوف يساعد على استيعاب الإنتاج المحلى من القمح، ومن ثم التقليل من كمية القمح المستورد.
كما تضمنت أيضًا المساهمة فى إتمام مشروع توصيل الغاز الطبيعى لعدد 800 ألف وحدة سكنية، من أجل التخفيف من عبء دعم البوتاجاز، والمساهمة فى مشروع بناء مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل على مدار عدة سنوات، إضافة إلى ترفيق المناطق الصناعية من أجل زيادة النشاط الصناعى فى تلك المناطق، وفتح المجال أمام إنشاء مصانع جديدة توفر فرص العمل، مع المساهمة فى إنشاء تجمعات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تستوعب أصحاب الحرف والورش، وتوفر المجال للتوسع فى إقامة مشروعات صغيرة للشباب.
وقدم وزير النقل ورقة تتضمن دراسة حول مشروعات إعادة تأهيل ورفع كفاءة منظومة النقل فى الجمهورية، سواء النقل العام أو السكك الحديدية، وضمت مشروع إنشاء نفق السكة الحديد والسيارات جنوب بورسعيد، والذى سيمر أسفل قناة السويس ليربط بين وادى النيل وشبه جزيرة سيناء، ومشروع توسيع المجرى الملاحى وتعميق ميناءى السويس وبورسعيد، والذى سيسمح بدخول الناقلات العملاقة، التى لا تسمح المداخل الحالية بمرورها، وهو ما سوف يضاعف من دخل قناة السويس، وينشط حركة التجارة.
كما عرض وزيرا التخطيط والاستثمار المشروعات، التى قاربت على الانتهاء والتى تحتاج إلى تمويل عاجل حتى تدخل الخدم، فيما سيجرى فى الفترة القادمة افتتاح مستشفى الشيخ زايد.
ومن جهة أخرى عرض الجانب الإماراتى تأهيل الإمارات عددا من القرى المحرومة من الكهرباء، عن طريق إنارة بيوت تلك القرى بالطاقة الشمسية، وهو المشروع الرائد، الذى نفذته شركة "مصدر" الإماراتية فى العديد من الدول العربية والإسلامية بكفاءة كبيرة.
واختتم الاجتماع بالتأكيد أنه رغم الظروف الصعبة، التى يمر بها الاقتصاد المصرى فى الفترة الراهنة، إلا أنه يمتلك القدرة على التعافى سريعًا والانطلاق لتحقيق مستويات نمو مناسبة، عن طريق استعادة الثقة تدريجيًا فى السوق والاقتصاد.
وبدأت بعض ملامح تلك الثقة بعد ثورة 30 يونيو حيث زادت الودائع الدولارية من الأفراد، كما نجح البنك المركزى رغم كل الصعوبات فى القضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإماراتى الشيخ محمد بن زايد قد التقى رئيس الوزراء فى 5 أغسطس الجارى، حيث تم خلال الاجتماع استعراض مشروعات التنمية بين الجانبين، كما تم الاتفاق على قيام وفد إماراتى بزيارة مصر لمناقشة التفاصيل الفنية لجوانب المساعدات المختلفة، وهو ما تم بالفعل بزيارة السيد سلطان الجابرى والوفد المرافق له.