بوش وأوباما
عسكريون وسياسيون: الإدارة الأمريكية تفرض منطق القوة.. وتحتمي بمظلة الأمم المتحدة
زاهر: توجيه ضربة عسكرية لسوريا عمل جنوني سيؤثر علي المنطقة بأسرها
مصطفي كامل: ضرب سوريا محتمل.. ويتم التجهيز له منذ زمن بعيد
محمد السيد أحمد : سوريا تمثل عمقًا غير عادي للأمن القومي المصري
المغازي : ضرب سوريا.. ضربُ لمصر.. ويجب التصدي للبلطجة الأمريكية
فرغلي: أمريكا تُكرر السيناريو العراقي في سوريا.. والأسلحة الكيماوية أمريكية الصنع
تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية، بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، يذكرنا بما تعرضت له العراق حينما أرادت الإدارة الأمريكية تفتيتها، والقضاء عليها بلا رجعة.
ورغم ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مآس، إلا أن ما قد يأتي بعد ذلك، قد يكون أسوأ، وأسوأ، فتلك الضربة لن تؤثر علي سوريا فقط، بل سيمتد تأثيرها إلي المنطقة العربية بأثرها.
سياسيون وعسكريون، تباينت آراؤهم حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا، لكنهم تفقوا فيما بينهم علي أن تلك الضربة إذا ما كانت ستؤثر علي أمن مصر القومي، لا شك في ذلك
قال اللواء محمود زاهر، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن احتمالية توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا، كما تردد الولايات المتحدة الأمريكية، أمر مستبعد بالمرة، وفقًا للمقياس العسكري وتبعاته السياسية، لافتًا إلي أن مثل ذلك الأمر لا يُقدم عليه سوي معتوه أو مخبول.
وأضاف زاهر، أنه قبل ضرب سوريا، فإنه لابد من التفكير في المحور القوي الذي يقف خلفها، والمتمثل في إيران وروسيا، منوهًا إلي أن هذا سيجعل أمريكا تسأل نفسها ألف مرة ما المنافع التي ستعود عليها من ضرب سوريا.
وأكد زاهر، أن التهديدات الأمريكية تأتي قبل انعقاد مؤتمر "جنيف" الثاني، من أجل إحداث ضغوط معينة علي سوريا، والمنطقة العربية، وتحقيق مكاسب سياسية بقدر المستطاع.
وشدد زاهر، أن هذه الضربة مستبعدة بكافة المقاييس، مرجعًا ذلك إلي أن أمريكا لن تدخل أمرًا إلا إذا كانت تضمن الخروج منه، وهو ما لا تضمنه في الشأن السوري.
ولفت زاهر، إلي أنه إذا ما حدثت تلك الضربة، فإن مصر ستتأثر بذلك، تأثرًا شديدًا، خاصة فيما يخص الأمن القومي المصري، لافتًا إلي أن ذلك سيعقبه عمليات نزوح للسوريين، واحتمال نصرة سوريا، والاتحاد بينها وبين مصر.
قال اللواء مصطفي كامل، إن الضربة العسكرية لسوريا ممكنة، ولا يجوز استبعادها، لافتًا إلي أنه يتم التجهيز لها منذ زمن بعيد، ومنذ أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعملية إمداد كبيرة علي حدود تركيا وأمدتها بـ"الباتروس"، مما يمهد لإعلان حظر جوي.
وأضاف كامل أنه يمكن توجيه ضربة جوية مركزة، وأيضًا ضربة صاروخية – بحرية من خلال أربع قطع أمريكية موجودة قبالة السواحل السورية، حيث تحمل كل مدمرة 90 صاروخًا "تومي هوك"، متناهي الدقة لإصابة الهدف، وذات قيمة تدميرية كبيرة.
وأفاد الخبير العسكري والاستراتيجي، إلي أن الضربة ستوجه نحو المطارات المدنية، حتي لا تُستخدم كبديل للمطارات الحربية والسيطرة علي قواعد التحرك السورية.
ولفت كامل، إلي أنه يتصور أيضًا أن تُوجه الضربة نحو تمركز الدفاع الجوي، ومستودعات الذخائر المختلفة، ومراكز القيادة.
وأكد كامل، أن الضربة ستكون من خلال القوات الجوية المتمركزة في قاعدة "انجرليك" في تركيا، وغيرها من القواعد القادرة علي استقبال الطائرات الحديثة، لافتًا إلي أن هذه القواعد قريبة جدًا من سوريا.
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، إلي أن سيناريو العراق وتفتيتها، من الممكن أن يتم تكراره في سوريا، منوهًا إلي أن بشار الأسد إذا ما كان يملك سلاحًا كيماويًا، فكيف سيقبل بالتفتيش، مؤكدًا أن نفس الذريعة التي تم استخدامها في العراق سيتم استخدامها في سوريا.
وأضاف كامل، أن سوريا إذا ما حدث ذلك، فمن الممكن أن تلجأ للتصعيد ضد الكيان الصهيوني، وهذا سيحدث عندما يستشعر النظام السوري تهديد سوريا ككيان، أو عندما يستشعر نظام الحكم أنه أصبح قاب قوسين أو أدني من أن يكون في قبضة أمريكا وحلفائها.
وأكد اللواء مصطفي كامل، أن ما يتم مع سوريا سيؤثر بطبيعة الحال علي مصر، لافتًا إلي أنه جزء من المؤامرة التي تُحاك ضد العرب بالكامل، بعد أن فُتتت العراق، منوهًا إلي أن ما يتم تدبيره لسوريا لا يجوز تطبيقه في مصر، مرجعًا ذلك للكفاءة القتالية المصرية العالية، وللروح المعنوية المرتفعة لدي المصريين.
وأضاف كامل، أنه علي الرغم من ذلك فتأثير توجيه ضربة عسكرية لسوريا علي مصر سيكون كبيرًا، علي المستوي العالمي والإقليمي، منوهًا إلي أن نفس السيناريو يتم في مصر عن طريق نشر الإرهاب الدولي، والتفجيرات التي تحدث في أماكن مختلفة، كان آخرها ما تم في منطقة المهندسين.
وقال الدكتور محمد السيد أحمد، أمين لجنة السياسات بالحزب الناصري، إن الضربة التي أعلنت الإدارة الأمريكية أنها بصدد إطلاقها تجاه سوريا، إنما تحتم علينا أن ننزل غدًا في وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية، للتنديد بها وبدور الخارجية الهزيل بهذا الشأن.
وأشار السيد، إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، يستطيع أن يتحول إلى أسطورة عربية باتخاذ موقف قوى وحاسم، بشأن التعدي الأمريكي على الأراضي السورية، منوهاً إلى أن سوريا تمثل عمقاً غير عادي للأمن المصري، ولابد أن تنتبه الإدارة المصرية، و من ورائها جموع الشعب المصري لذلك جيداً.
ولفت السيد، إلى أننا لابد ألا ننسى مقولة بن "جوريون "الإسرائيلي سنة 1948 عقب إعلان الكيان الصهيوني والتي قال فيها "إن أمان إسرائيل لن يتحقق إلا إذا تم القضاء على الجيش المصري والعراقي والسوري "، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من القضاء على الجيش العراقي بالفعل واستطاعوا خلق الفرقة بين صفوف الجيش السوري والجيش الوحيد الذى لم يستطيعوا النيل منه هو المصري.
وتابع السيد قائلًا : إن موقف الإدارة الأمريكية الآن، إنما أكد لمن كانوا يدعون أن ما يحدث في سوريا ثورة شعبية أنها ليست كذلك بالمرة وإنما هي جزء من المخطط الأمريكي الصهيوني لتقسيم الشرق الأوسط بما يخدم مصلحة إسرائيل الابن الأصغر لأمريكا.
وقال الدكتور عبدالله المغازي، أستاذ القانون الدستوري، والبرلماني السابق: إن الإدارة الأمريكية مازالت تفرض منطق القوة على المنطقة، و تحتمى بمظلة الأمم المتحدة التي لا تحترم ميثاقها، لافتاً إلى أن إعلانها عن أنها ستقوم بضرب أهداف محددة خلال ساعات هو موقف همجي.
وأضاف المغازي، أن المفتشين الدوليين، لم ينتهوا بعد من معاينة الأوضاع في سوريا والخروج بنتائج، لافتًا إلي أن عدم انتظار الولايات المتحدة لتقريرهم بشأن الأسلحة الكيماوية، و إعلانها توجيه ضربه عسكرية، لا يمكن وصفه بأقل من أنه بلطجة سياسية دولية.
ولفت المغازي، إلى أن توجيه الضربة لسوريا هو بالأصل توجيه ضربة موازية لمصر، منوهاً إلى أن جميع المصريين يعرفون الجيش الثاني والجيش الثالث وهي مصطلحات شائعة بينهم إلا أنهم لا يعرفون أن الجيش الأول المقصود به "الجيش السوري"، و ذلك كما أسماه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وأشار المغازي، إلى أن دور الخارجية المصرية هزيل للغاية، و لابد من تغيير وزير الخارجية، معللاً ذلك بأنه لو أنه كان للخارجية المصرية دور منذ ثورة 30 يونيو، لما اضطرت وسائل الإعلام المصرية الخاصة للخروج بقنوات ناطقة بالإنجليزية لتوضيح حقائق الأمور للإعلام والرأي العام الغربي.
وأوضح المغازي، أنه يرفض تصريح وزير الخارجية الذى قال فيه أنه يدعم الثورة السورية، ويرفض أي تدخل أجنبي في شئون سوريا الداخلية، مشيراً إلي أنه تصريح عار تمامًا من أية معلومات صحيحة، ولابد أن يكون موقف مصر في مصلحة الشعب السوري والتي تقتضى إنكار أن يكون ما يحدث في سوريا من انتهاكات على أيدى الجيش الحر، وجرائم بشعه ثورة.
ونوه إلى أن الشعب السوري أهل للشفقة حيث أنه لن يرى خيرًا في كلا الفريقين فلا بشار ولا الجماعات التكفيرية والإخوان في سوريا يحمل أحدهم الخير لها، لافتاً إلى أن كل منهم أسوء من الآخر، إلا أننا نرفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري
وقال البدرى فرغلي، رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، إن الضربة التي أعلنت الولايات المتحدة، أنها بصدد توجيهها لسوريا، كانت متوقعة وتم الإعداد لها على أعلى مستوى، لافتاً إلى أن الأسلحة الكيماوية التي يتحدثون عنها هي بالأصل أمريكية الصنع.
وأضاف فرغلي، أن معالم السيناريو الأمريكي مفضوحة، وواضحة وضوح الشمس، حيث أنها تحاول اليوم إعادة ما فعلته قبل الدخول للعراق، بتضليل العالم وإيهامه بأن النظام السوري، يستخدم أسلحة محرمة دولياً، لقمع معارضيه الذين هم بالأصل صنيعة الكيان الأمريكي، الذى لا يرى أمامه سوى حماية الأمن القومي لإسرائيل.
وأشار فرغلي، إلى أن "كونداليزا رايس"، حينما خرجت في إحدى كلماتها، وذكرت "الفوضى الخلاقة"، كانت تعنى "الربيع العربي "، الذى يضمن لها المضي في تنفيذ حلمها الأكبر في تقسيم الشرق الأوسط، منوهاً إلى أن ما يحدث في سوريا، و ما قد تتعرض لها إنما يضر بالأمن القومي المصري الذى تشكل سوريا فيه عمقاً غير عادياً.
ولفت فرغلي، إلى أن الخارجية المصرية، المشهود لها بالوطنية على مر العصور قد هُزِمت في ثورة يونيو، حيث كانت تحمل في طياتها فساد نظام مبارك وجاءت الأخونة، لتجعلها تلفظ آخر أنفاسها في عهد مرسى.