أنهت بورصات الخليج تعاملاتها اليوم على ارتفاع، فيما بدا وكأنه تأقلم مع ما يحدث في المنطقة العربية من اضطرابات واتساع رقعة التوتر عبر دول المنطقة، حيث صعدت بورصات الخليج بقيادة بورصة "دبي" التي حصدت أكبر المكاسب إثر تصريح منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بأنها ستدرس تعزيز إنتاج النفط لتعويض أي نقص في إمدادات النفط الليبي، وتعهد دول الخليج بدراسة إنشاء صندوق لتقديم المساعدة المالية دولتي "البحرين" و"عُمان".
وطبقًا لما أفادت به وكالة "بلومبرج"، فقد ارتفع سهم "آرابتك القابضة"-أكبر شركة إنشاء مدرجة ببورصة الامارات- بنسبة 7.9% وصعد سهم "إعمار" لليوم الثاني على التوالي، ليرتفع المؤشر الرئيسي لبورصة "دبي" بنسبة 2.2% مسجلًا 1443.28 نقطة، وهو الاعلى منذ 27 فبراير الماضي، بعد أن فقد 11% من قيمته منذ خلع الرئيس التونسي السابق "زين العابدين بن علي" في 15 يناير الماضي.
وفي "السعودية"، حيث أكبر بورصة عربية من حيث القيمة السوقية، ارتفع مؤشرها الرئيسي "تداول" بنسبة 0.6%، بعد أن كشف بيان لشركة "المملكة القابضة" المملوكة للمليارديرالسعودي "الأمير الوليد بن طلال" إن الأمير مستعد لاستثمار 500 مليون ريال سعودي (ما يعادل 133 مليون دولار) في البورصة السعودية، بعد استثماره أكثر من ذلك المبلغ على مدار الأسبوعين الماضيين.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "رويترز"، فقد أكد الأمير أن استثماراته "بدأت وستستمر" في سوق الأسهم السعودية، ويعتبر الأمير الوليد مستثمر رئيسي في سوق الأسهم السعودية، التي تعد أكبر بورصة في العالم العربي من حيث القيمة السوقية.
ويرى بعض المحللين أن ما جرى في البورصات العربية اليوم، بمثابة نوع من التأقلم "المؤقت"، حيث تنذر الظروف الحالية بأن الأسواق ستتراجع خلال الفترة المقبلة، تأثرًا بالأوضاع الاقتصادية والسياسية.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، تتراجع أسهم اشركات القيادية في ظل خفض التصنيف الائتماني المرتبط بها، وارتفاع تكلفة التأمين على الديون السيادية، مثل ما شهدته "دبي" و"البحرين".
وعلى الصعيد السياسي، يتصاعد الوضع في بعض دول المنطقة، لاسيما "البحرين"، التي ارتفع فيها سقف مطالبات المحتجين من إصلاح النظام السياسي إلى إسقاط النظام الملكي والتحول إلى النظام الجمهوري، فضلًا عن انتقال الثورات من المنطقة العربية إلى دول الخليج مثل "الكويت".
من جهته ذكر "شهزاد جناب" رئيس قسم إدارة الأصول في "ضمان انفسمنتس" في "دبي" أن هناك ثمة عوامل ايجابية قادت إلى تحسن أسواق المال في المنطقة.
وارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة "الكويت" بنسبة 1.3%، وهي نفس النسبة التي صعد بها المؤشر الرئيسي لبورصة "أبوظبي"، فيما صعد المؤشر الرئيسي لبورصة "قطر" بنسبة 2%، وتقد مؤشر بورصة "عُمان" بنحو 0.2%، وقفز المؤشر الرئيسي لبورصة "البحرين" بنسبة 1.2%، وقادت موجة الارتفاعات في بورصات الخليج إلى ارتفاع مؤشر "بلومبرج 200" بنسبة 1.3%.