خيمت الخسائر على أسواق المال العالمية فى الاسبوع الماضى، حيث تلاحقت الاحداث السلبية فى العالم وأثرت على الثقة فى تعافى الاقتصاد العالمى، ودفعت معها البورصات إلى الهبوط نتيجة تأثرها بالاحداث المتصاعدة فى الشرق الاوسط من احتجاجات وأعمال عنف فى ليبيا، بالاضافة الى البيانات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة والصين وكارثة الزلزال التى تعرضت لها اليابان فى آخر دقائق التداول بالاسبوع الماضى.
وقد تراجعت اسواق المال الامريكية وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الى أدنى مستوياته منذ 31 يناير الماضى بعد أن أحبطت البيانات الصينية والامريكية التفاؤل حول الاقتصاد العالمى.
وهوى مؤشر ستاندرد آند بورز500 بنحو 1.3% الى 1304.28 نقطة بعد أن أغلق عند أدنى مستوياته فى ستة أسابيع عند 1295.11 نقطة فى 10 مارس الماضى، وسجل المؤشر ارتفاعًا بنحو 28% فى الفترة بين 26 أغسطس و18 فبراير السابق.
وفقد مؤشر داو جونز 125.48 نقطة بنسبة 1% من قيمته ليصل الى 12044.40 نقطة فى الاسبوع السابق متأثرًا بارتفاع طلبات اعانة البطالة الامريكية التى تجاوزت التوقعات واتساع العجز التجارى الامريكى، بالاضافة الى تباطؤ نمو الصادرات الصينية.
وقال "جيرى شيرومورى"، مدير النقد والتداول بشركة "أوكبروك انفستمنتس"، إن بيانات عجز التجارة فى الولايات المتحدة كانت الاكثر تأثيرًا فى الاسواق، حيث أشارت الى ضعف النمو الاقتصادى.
من ناحيته أشار "بيل ماكفيل"، مدير النقد بشركة "بيروين"، الى أن ما حدث فى اليابان من دمار بسبب الزلزال، بالاضافة الى التحديات المستمرة فى الاسواق الناشئة وما يحدث فى الشرق الاوسط هى عوامل تؤثر على اتجاه الاسواق ولكنها ما زالت تتكيف بشكل مناسب وتستوعب بيانات الاقتصاد الكلى السلبية بشكل ملائم.
ويرى أحد المحللين الفنيين أن الهبوط فى بورصات وول ستريت لا يبدو أن له تأثيرات تراجعية قوية، مستبعدًا أن يكون بداية لانخفاض ملحوظ وانما قد يكون توقفاً فى الاتجاه الصعودى للاسواق.
وسجلت اسواق المال الاوروبية ثالث اسبوع لها من الخسائر حيث عانت اسبانيا واليونان من خفض تقييمهما الائتمانى الى جانب تصاعد اعمال العنف فى ليبيا مما ضاعف القلق ازاء التعافى الاقتصادى العالمى.
وقادت شركة "بى اتش بى بيلتون" اسهم شركات المواد الخام الى أكبر تراجع بين 19 مجموعة صناعية فى مؤشر ستوكس 600.
وهوى مؤشر ستوكس 600 بنحو 2.3% الى 275.42 نقطة فى الاسبوع الماضى، وفقد المؤشر أكثر من 5% منذ أن بلغ أعلى مستوياته فى عامين ونصف العام فى 17 فبراير الماضى، بسبب ارتفاع اسعار النفط الخام بعد أعمال العنف فى ليبيا.
وتراجع نحو 17 مؤشرًا لاسواق المال فى اوروبا الغربية من أصل 18 فى الاسبوع الماضى، بعد أن خفضت مؤسسة موديز للتصنيف الائتمانى تقييم ديون اسبانيا الى Aa2والديون السيادية لليونان الى B1. وهوت اسواق الاسهم فى فرنسا، حيث تراجع مؤشر كاك 40 بنحو 2.3% ومؤشر الفاينانشيال تايمز100 بحوالى 2.7%، كما فقد مؤشر داكس لاسواق المال الالمانية 2.8% من قيمته.
وشهدت البورصات الآسيوية هبوطًا ملحوظًا خلال الاسبوع الماضى، نتيجة تصاعد الاحداث فى دول الشرق الاوسط والزلزال الذى ضرب اليابان فى الدقائق الاخيرة من التداول يوم الخميس الماضى.
وقال"جافين بارى"، العضو المنتدب لشركة "بارى انترناشيونال تريدينج" فى هونج كونج، إن الزلزال والحرائق فى طوكيو أضافت فقط الى عدم التفاؤل الاقليمى، ودفعت مؤشر نيكاى للهبوط مع الاغلاق حيث ألغى السماسرة فى طوكيو الاوامر، مشيرا الى ان مسألة عدم يقين قد تؤثر على الاسواق.
وهبط مؤشر "إم إس سى آى آسيا الباسيفيك" بنحو 3.1% الى 135.03 نقطة فى الاسبوع الماضى مسجلا أكبر هبوط له منذ الاسبوع، الذى انتهى فى 13 اغسطس الماضى، وقد ارتفع المؤشر بنحو 1.9% فى الاسبوع الاسبق بقيادة البيانات الجيدة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وفى اسواق المال الآسيوية، حقق مؤشر نيكاى 225 انخفاضا بنحو 4.1% فى الاسبوع الماضى، حيث واصل التراجع فى الـ14 دقيقة الاخيرة من التداول يوم الخميس الماضى بعد أن ضرب البلاد زلزال بدرجة 8.9 ريختر. وهوى مؤشر S&P/ASX 200لبورصة استراليا بنحو 4.5% ومؤشر هانج سينج لاسواق المال فى هونج كونج بحوالى 0.7%. وفقد مؤشر شنغهاى لبورصة الصين 0.3% من قيمته. وتراجعت بورصة كوريا الجنوبية بنسبة 2.5%.
وأوضح "شين أوليفر"، مدير استراتيجية الاستثمار بشركة "إيه إم بى كابيتال انفستورز" فى سيدنى، أن الوضع فى الشرق الاوسط دفع الاسواق الى عملية تصحيح.