قال شهود لوكالة رويترز إن الشرطة السودانية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين للحكومة في أربع مدن سودانية امس في ظل تنامي الاستياء الشعبي بسبب رفع الدعم عن الوقود في إطار إجراءات إصلاح اقتصادي.
وردد المتظاهرين في مدينة أم درمان شعارات مناوئة للحكومة منها "الشعب يريد إسقاط النظام." وقال شهود عيان إن المحتجين أضرموا النار في مقر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وقطعوا عددا من الطرق الرئيسية ورشقوا بالحجارة رجال شرطة كانوا يطلقون قنابل الغاز.
كما تظاهر المواطنون في وسط مدينة الخرطوم بحري وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في مواجهتهم. واندلعت تظاهرات في العاصمة الخرطوم، كما تجددت الاحتجاجات في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، لليوم الثاني على التوالي. وفي نيالا ثاني أكبر المدن السودانية، والتي تقع في إقليم دارفور، وتم رشق الشرطة بالحجارة، و استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الشرطة قولها إن شابا يبلغ من العمر 23 عاما قتل خلال احتجاج في ود مدني حين فتح مسلحون مجهولون النار من سيارة رشقها المحتجون بالحجارة. ورفعت الحكومة السودانية أسعار الوقود وغاز الطهي أكثر من 75 في المائة سعيا للسيطرة على الموازنة. ويعاني الاقتصاد السوداني من تراجع قيمة العملة المحلية وارتفاع التضخم منذ أن أصبح الجنوب دولة مستقلة في يوليو 2011 واخذ معه 75 في المائة من عائدات إنتاج البلاد من النفط البالغ 470 ألف برميل يوميا .
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد اعلن أن دعم المحروقات "أصبح يشكل خطرا"كبيرا على اقتصاد البلاد، لكنه وعد باستخدام جزء كبير من الأموال التي سيتم توفيرها في مساعدة الفقراء وزيادة أجور العاملين في الحكومة.
واستطاع البشير الذي يحكم السودان منذ 1989 تفادي انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام في المنطقة، لكن كثير من السودانيين يشتكون من زيادات حادة في أسعار الأغذية وانتشار الفساد وصراعات عنيفة إضافة إلى ارتفاع البطالة.