سيطرت الأزمة التى تعرضت لها اليابان جراء الزلزال المدمر وموجات "تسونامي" والكارثة النووية التى تبعتها على اسواق المال العالمية، وأدت إلى تكبدها خسائر ملحوظة، الأمر الذى أثار فزع المستثمرين وسارعوا بالتخلص من الأسهم واتجه بعض منهم لشراء السندات الحكومية كملاذٍ آمن لهم.
وسجَّلت أسواق المال اليابانية خسائر فادحة لم تشهدها منذ عام 1987على مدار اليومين الماضيين، بعد أن ضرب البلاد زلزال مدمر وتبعته موجات تسونامى وسارعت صناديق التحوط ببيع الأسهم فى الأسواق بعد أن أظهرت التقارير ارتفاع الإشعاعات قرب طوكيو.
وحققت العملة اليابانية "الين" تراجعًا إثر الحديث عن تدخل السلطات لمحاولة احتواء التأثيرات الاقتصادية السلبية من الزلزال ولكنها عاودت الارتفاع مرة أخرى.
وقال المحللون إن حجم وسرعة بيع الاسهم أرغمت مديرى صناديق الاستثمار المحلية على عدم القيام بالبيع، حيث ارتفع حجم التداول فى الاسواق لمستوى قياسى لليوم الثاني.
وأشار أحد مديرى صناديق الاستثمار فى اليابان الى عدم قيامه ببيع الاسهم والانتظار بعد أن قامت صناديق التحوط بعمليات بيعية كثيفة.
وفى نقطة واحدة هوى مؤشر نيكاى بنسبة 14% بعد أن قال رئيس الوزراء اليابانى "ناوتو كان": إن مستوى الإشعاعات ارتفع بشكل كبير بمحطة فوكوشيما النووية، فى الوقت الذى أوضحت فيه السفارة الفرنسية أن مستوى منخفضًا من الإشعاعات سيضرب طوكيو فى غضون ساعات.
من جانبه قال "هيديوكى إيشيجورو" المسئول بشركة أوكاسان سيكيوريتيز فى طوكيو إن التركيز فى الوقت الراهن منصب على الازمة النووية، لافتا الى أن المستثمرين الاجانب تخلصوا من الاسهم اليابانية.
وهوى مؤشر نيكاي225 بنسبة 10.6% ليصل الى 8605.15 نقطة فى تعاملات اليوم وفقد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 9.5% من قيمته ليصل الى 766.73 نقطة، حيث سجل المؤشران اسوأ تراجع يومى منذ عام 2008.
وفقدت بورصة طوكيو نحو 626 مليار دولار من رأسمالها السوقى فى الاسبوع الحالي، وتم تداول 5.77 مليار سهم فى تعاملات اليوم ليزداد بنحو 20% عن الامس.
واكد أحد المتعاملين فى شركة للاوراق المالية باليابان أن تحركات الاسواق اليوم تبين مدى خطورة الاوضاع فى اليابان وانها سوقا حقيقية ليست بكاذبة أو مضاربة، وأنه لم يعد يتم التحدث عن خفض الطاقة أو الزلزال أو تسونامى وانما عن المناطق التى ستكون الاكثر تأثر وتعرضا لمخاطر الاشعاعات، موضحا أنه اضطر لبيع الاسهم فى ظل هذه الاوضاع.
وحاول المسئولون اليابانيون تهدئة الاسواق وتحركوا لتقليل عمليات البيع الآجل.
ودفعت المخاوف من الاوضاع فى اليابان وكارثة الاشعاعات النووية المحتملة بتراجع اسواق المال الاوروبية الى أدنى مستوياتها منذ شهر ديسمبر الماضي.
وهوى مؤشر يوروفيرست300 بنسبة 3.3% فى منتصف تعاملات اليوم ليصل الى 1072.91 نقطة ليبلغ ادنى مستوياته منذ الاول من ديسمبر السابق.
وفقدت مؤشرات اسواق المال الاوروبية الرئيسية نحو 247 مليار دولار من قيمتها أى أكثر من اجمالى الناتج المحلى لفنلندا وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، واتجه المستثمرون لشراء السندات الحكوميةكأذون الخزانة الامريكية كملاذٍ آمن.
واستمرت شركات سلع الرفاهية فى اتجاهها الهبوطى من الجلسة السابقة وكانت من ضمن القطاعات التى ضربت بشدة نتيجة قلق المستثمرين إزاء تدهور المبيعات فى اليابان،وتعرضت اسهم شركات السيارات لضغوط بيعية أيضا.
وانتشرت أيضا بعض المخاوف بين المستثمرين حول تأثر شركة "رينو" التى لديها حصة فى شركة نيسان اليابانية بإغلاق مصانعها فى اليابان.
من ناحيتها أوضحت شركة نومورا للسمسرة أن قطاع السيارات لا يعتمد بأكمله على دولة واحدة لتحقيق الارباح.
وفى هذه الاثناء، اتجه بعض المستثمرين لشراء الاسهم فى قطاع شركات الطاقة المتجددة، حيث إن الأزمة النووية زادت من المخاوف حول الطاقة النووية وزادت ايضا من الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة.
وهبطت بورصات وول ستريت بأكثر من 2% فى مستهل تعاملات اليوم، حيث إن الازمة النووية اليابانبة يبدو أنها ستقحم اسواق المال فى فترة من التراجع.
وذكرت وكالة "رويترز" ان مؤشر داو جونز الصناعى انخفض بنسبة 1.94% بما يعادل 232.27 نقطة ليصل الى 11760.89 نقطة كما فقد مؤشر ستاندرد آند بوورز500 نحو 2.09% بما يعادل 27.13 نقطة من قيمته ليصل الى 1269.26 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع بنحو 2.23% بما يعادل 60.15 نقطة ليصل الى 2640.82 نقطة.