قتل 29 شخصا على الأقل خلال ثلاثة أيام من التظاهرات المناهضة للحكومة في السودان، على ما أفادت مصادر طبية ووكالة فرانس برس اليوم الخميس  وقال مصدر في مستشفى مدينة أم درمان القريبة من الخرطوم "تلقينا 21 جثة" منذ بداية التظاهرات الاثنين احتجاجا على رفع الدعم عن المحروقات، فيما قتل ثمانية أشخاص آخرين في مناطق أخرى من البلاد وفق شهود وعائلات

وأشعل محتجون في العاصمة الخرطوم النار في سيارات ومحطات بنزين ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت باستخدام الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق أكبر مظاهرة غاضبة من حكم الرئيس عمر حسن البشير منذ أكثر من عام. وردد المحتجون هتاف: "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي ميز انتفاضات الربيع العربي ورددوا أيضا هتافات مناهضة للغلاء.

ولمواجهة اتساع الاضطرابات، أعلنت السلطات إقفال المدارس في الخرطوم حتى 30 سبتمبر 2013. كما عطلت شبكة الإنترنت في جميع أرجاء السودان بعد أن بدأ النشطاء يتبادلون صور الاحتجاجات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وظلت المتاجر مغلقة أمس الأربعاء واصطفت طوابير طويلة عند محطات البنزين في الخرطوم. وكانت هناك 60 سيارة تنتظر أمام إحدى المحطات. ومنع حريق ضخم الحركة على أحد محاور المرور المهمة في العاصمة.

من ناحية أخرى أعلنت الأمم المتحدة أن الرئيس السوداني عمر البشير، الذي صدرت بحقه مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تدبير جرائم إبادة جماعية، قرر أخيرا عدم التوجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة أن "المكتب البروتوكولي أكد أن السودان ألغى مشاركة الرئيس البشير في الجمعية العامة".

وكان من المقرر أن يلقي الرئيس السوداني خطابه اليوم الخميس أمام الجمعية العامة، ولكن سيلقي الخطاب نيابة عنه وزير خارجيته علي كارتي غدا الجمعة. وكان البشير قال إنه يعتزم السفر إلى نيويورك وأنه أجرى الاستعدادات اللازمة للسفر إلى نيويورك جوا عن طريق المغرب وإنه حجز بالفعل مكانا في فندق في نيويورك، مؤكدا أن من حقه حضور اجتماعات الجمعية العامة، لكنه لم يقل إن كانت الولايات المتحدة منحته تأشيرة دخول. وأضاف أنه ليس قلقا من احتمال أن تلقي السلطات الأمريكية القبض عليه كما تطالب جماعات حقوق الإنسان لأن الولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية. وقال مسؤول أمريكي إن طلب البشير الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لم يُبَتّ فيه بعد.